للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويقول جل من قائل عن الثروة الحيوانية: {وَالْأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ - وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ - وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بَالِغِيهِ إِلَّا بِشِقِّ الْأَنْفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ - وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ} [النحل: ٥ - ٨] (١) . وينوه جلَ وعلا بالثروة النباتية {وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ جَنَّاتٍ مَعْرُوشَاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ وَالنَّخْلَ وَالزَّرْعَ مُخْتَلِفًا أُكُلُهُ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُتَشَابِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ كُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ} [الأنعام: ١٤١] (٢) .

والإسلام يحث على الكسب عن طريق الزراعة والصناعة والتجارة وكافة الوسائل المشروعة واشترط شرطين فيما يتصل بالكسب: الأول ألا يُلهي عن حق الله وألا يصرف عن القيم الصالحة: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ} [المنافقون: ٩] (٣) .

وقد عتب الله جل شأنه على جماعة تركوا رسول الله - صلى الله عليه - وسلم يخطب الجمعة فانصرفوا إلى تجارة حضرت إلى المدينة {وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا قُلْ مَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ} [الجمعة: ١١] (٤) .

والثاني أن يكون الكسبُ عن طريق مشروع بحيث لا يضر بالأفراد ولا الجماعات ولا يخل بالنظام العام.

ومن ثم فقد حرم الإسلامُ كُل ما فيه ضرر بالفرد أو المجموع أو كان مخلا بالنظام العام ومن ذلك: * تحريم الربا لأنه استغلال لجهد الآخرين فضلا عن أنه يتنافى مع روح التعاون والتضامن بقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [البقرة: ٢٧٨]


(١) سورة النحل، الآية ٥ - ٨. .
(٢) سورة الأنعام، الآية ١٤١.
(٣) سورة المنافقون، الآية ٩.
(٤) سورة الجمعة، الآية ١١.

<<  <   >  >>