للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٨٤ - وأخرج البيهقي في (الزهد)، وابن عساكر، عن سفيان: قال: قال بعض الأمراء لأبي حازم: ارفع إلي حاجتك قال: هيهات!

هيهات! رفعتها إلى من لا تختزن الحوائج دونه، فما أعطاني منها قنعت، وما زوى عني منها رضيت، كان العلماء فيما مضى يطلبهم السلطان وهم يفرون منه، وأن العلماء اليوم طلبوا العلم حتى إذا جمعوه بحذافيره، أتوا به أبواب السلاطين، والسلاطين يفرون منهم، وهم يطلبونهم) (٩).

٨٥ - وأخرج ابن عساكر، عن محمد بن عجلان المدني، قال: أرسل سليمان بن هشام إلى أبي حازم، فقال له: تكلم! قال: (ما لي من حاجة أتكلم بها، ولولا اتقاء شركم ما جئتكم لقد أتى علينا زمان وإنما الأمراء تطلب العلماء فتأخذ مما في أيديهم فتنتفع به، فكان في ذلك صلاح للفريقين جميعا، فطلبت اليوم العلماء الأمراء وركنوا إليهم واشتهوا ما في أيديهم، فقالت الأمراء ما طلب هؤلاء ما في أيدينا حتى كان ما في أيدينا خيرا مما في أيديهم، فكان في ذلك فساد للفريقين كليهما) فقال سليمان بن هشام: صدقت (١٠).

٨٦ - وأخرج ابن عساكر، من طريق أبي قلابة عبد الملك بن محمد الرقاشي قال: حدثنا أبو سعيد الأصمعي، عن أبي الزناد، عن أبيه، قال: (كان الفقهاء كلهم بالمدينة يأتون عمر بن عبد العزيز، خلا سعيد بن المسيب؛ فإن عمر كان يرضى أن يكون بينهما رسول، وكنت الرسول بينهما (١١).


= وفي سنده سهل بن عاصم، قال أبو حاتم: شيخ، انظر: الجرح والتعديل (٤/ ٢٠٢).
(٩) أخرجه أبو نعيم (٣/ ٢٣٧) في الحلية مختصراً.
(١٠) سبق تخريجه بنحوه.
(١١) أخرجه ابن سعد (٥/ ١٢٢) في طبقاته، وأورده الذهبي (٤/ ٢٢٥) في السير.

<<  <   >  >>