للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

- ٩٣ -

من تمن المكاتب والالواح فلم ازل اجتهد واحث الناس على مساعدتنا حتى صارت ذا ثروة عظيمة. اما ينكسف اذا ايقن ان معي من وجوه ثغرنا واعيانه من يرى ان راتبه الذي يدفعه فرض عليه لايجوز تأخير اما يتقي الله في رجل ترك ملاذه ومقتضات شبوبيته ومال لخدمه الانسانية وابناء وطنه بكل ما وصل اليه امكانهِ

لولا ما جبلت عليه من حب الائتلاف والسعي في الاتحاد لفرقت بيني وبين هؤلاء الساعيين في احباط عمل الخير بالتصريح باسمائهم ليعلمهم كل انسان او رفعت امرهم لاولياء امري الذين يؤيدون اعمالي ويساعدوني بتوجهاتهم العالية ولكني لا يأس من رجوعهم الى الحق واعترافهم بهِ وترك اغراضهم الذاتية خلف ظهورهم فقد رأوا ان الجهل افسد اخلاقهم والتمسك بالاغراض الذاتية اوقع البلاد في مشاكل تحملها رجال حكومتنا الان على عوائق افكارها

فيا اصحاب الاقلام وارباب الجرائد هلا سعيتم معي في هذا الطريق الذي لايضيع فيه عمل عامل ويا ابناء وطني هلا رأيتم هذه الاتعاب فشار كتموني في تحمل بعضها ويا اهل الغيرة هلا عطفتم. علي بما اتمم به اعمالي في تربية الايتام لا في مطعومي ولا مشروبي فقد رضيت بالكفاف وقنعت بما يستر العورة ويسد الخلة ويا ذوي الثروة هلا هزتكم اريحية الانسانية فجعلتم للجمعيات اثراً تذكرون بهِ وتنازلتم عن بعض مستغلاتكم التي لا تفقركم ولا تلجئكم لبيع الاطباق الذهبية ولا اسرة الفضية ولا الظروف المجوهرة ولا الكاسات الملاءلاة ولا القصور الواسعة أليس الرجل منكم كالرجل منا فما بالكم لاترضون

بثلاثين صنفاً من الطعام ونرضى بالخبز والملح ولا تقنعون بالالوف من الجنهيات ونقنع بالقرش الواحد اخلقتم من الذهب وخلقنا من التراب ام ولدتم قابضين على ازمة الدنيا وولدنا عبيداً لكم ام نزلتم من السماء ونزلنا من بطون الامهات. ألا ترون انكم تعدون بالاصابع في بلادنا والفقراء هم الامة

اذا لم تكونوا للخطوب وللردى ... فمن اين يأتي للديار نعيم

طلعوا الجرائد وانظروا ماتحدثه الامم في الوجود من المآثر الجميلة والاعمال الجليلة وقلدوا ان لم تقتدروا على الابتداع ألا يستحي الغني اذا احتاج لعامل واستحضره من الاجانب مع قابلية ابناء وطنه للتعليم ألا يخجل اذا اعطى الغريب الدرهم والدينار وجاره يموت جوعاً وهو لايشعر ما هذه الحياة التي تنسى بموت صاحبها ايرى الغني ان ستبكيه خيول العربية او تندبه ليالي حظوظه كلا فما يبقى الا اثر ينقش اسم صاحبه في صفحات الوجود فيقراءه كل ذي عين. لايستفزكم الغضب على ناصح يسلك بكم طريق الهداية ويرشدكم الى حفظ الثروة الابدية فان احدكم يصنع وليمة لظالم يصرف فيها الف جنيه ولو اعطى كل فقير