للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

- ١٠١ -

وقت القطن انتظر ذاك التاجر صاحبه مدة فلم يحضر ولا سمع لهُ خبرا فأخذ يسأل عنه ولما لم يمكنه الاخفاء اكثر اباح بالامر فتعجب السامعون من قوله وقالوا ان فلانا لم يسمع انه اقترض بالفرط فهو من الغناء علة جانب عظيم الى غير ذلك لكن هذه الاقوال كانت تذكر التاجر ما قالهُ لهُ الحاج فلان وتوكد صدقهم عنده ولكن عندما نجازالقطن ولم يحضر ارسل اليه بطلب المال فرجع الجواب من عند صاحب الاسم انه لايعلم ذلك مطلقاً فاستغرب التاجر الامر وضرب الارض برجله ونفر وشتم وكف وشخر ونخر واخذ يبحث في الامر واذا بصاحبه رجل يدعي بهذا الاسم ولكن لهُ غير جسم فاتى به وساله عن المال فقال انه بالاستعداد لوفائه وانه ينتظر صاحبيه ياتيا بما عندهما وبعد محاولات طويلة علم الامر ان السيد المذكور لهُ من حطام الدنيا فدان من الارض ولضامنيه الواحد حمار والاخر عنزة قال التاجر الراوي هذه حالة النصابين في هذا البلد فانهم يتعلمون لهم كم كلمة لطيفة ويتزينون بلباس حسن كل ذلك ليجدوا لهم من المغفلين ما يجعلونه فريسة اطماعهم وضحية حيلهم

وردت الينا هذه النادرة من احد الاذكياء النجباء فادرجناها بحروفها

اليكم نادرة غربية تعد من اعجب العجائب اوربها بحضرتكم عن مشاهد حسية وحالة واقعية شاهدناها بنفسي لا نقلا عن غير رجاء بان بان تثبوتها بجريدتكم الغراء لتكون شاهداً للا نسان على وجوب تيقظه وحرصه على حفظ مايملكه بان يدافع عنه لكل ما يصل اليه امكانه بحيث يقاوم كل من اراد اغتصاب شيء منه بكل شهامة وثبات مادام فيه رمق الحياة ذالك اني كنت بالمحروسة من مدو نحو العشرين يوماً جالساً في منزلي مطلاً من احد النوافذ على حظرة البيت حيث يوجد فيها دجاجة هندية فيها دجاجة قد افرخت ثمانية فراريج وبينما هي واياهم في تلك الحظرة يمرحون واذا بحدأ دة انقضت عليهم لتخطف فروجاً فلم تلبث تلك الدجاجة دون ان هجمت عليها هجمة الغيور على بنيه واخذا يتضاربان وينقران بعضهما بعضاً حتى اشتد القتال بينهما واخيراً انجلت تلك المعركة

بالظفر للدجاجة حيث تمكنت من الوقوف على ظهر الحداءة وارادت التخلص منها لتفوز من الغنيمة بالاياب فلم تمكنها من ذلك فطارت والدجاجة على ظهرها فكان منظراً غريباً يدهش الابصار والاغرب من ذلك ان الحداءة لم ارتفعت بالدجاجة نحو الخمسين متراً رات الدجاجة ان لاطاقة لها في سبيل الطيران وانها ان مكثة في بهذة الحالة تعسر عليها النزول الى الارض سالمة فاخذت تنقرها في راسها نقراً متوالياً مكلبة باظافرها في ظهرها حتى الجأتها الى الهبوط بها الى الارض وريثما استقرت بها تركتها الدجاجة خايبة الامل مكسورة الجناح مهشمة الاعضا فطارت بكل عناه ومشقه بحالة خطرة