للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

- ١١٢ -

فلم يمكنه اختلاف الاتباع وتباين طباعهم وشذ عنه بعض الاجناس فحصن وغابه ولزم وكره ودعي لنفسه بالرئاسة كما تدعوا النمور وقد عجزت الذئاب عن رده ودفع ضرره فلما ثبت ذلك في اذهان بقية الاجناس اخذوا ينافرون النمور ويخانلوهم حتى خرج من ادئرتهم الكثير من تبعتهم وفي

خلال ذلك استاسد احد النمور وتطبع بطباع الاسود فجمع المشتت وضم الكثير ممن خرجوا على ابائه ولكنه لم تساعده الحياة فاخترمته النية وقام بعده غيره من بيته حتى آل الامر الى اسد والحال مرتبكة والنفوس منقبضة والدماء مراقة فاخذ يجبر الصدع ويربط الجرح ولكن لسوء حظ التبعة ابتلى بمن يغره ويحسن اليه اموراً اضعفت امارته واضاعت الكثير من غاباته فكثرت عليه الافكار وبقيت الذئاب تخدعه وتحمل عليه بالسنتها وتهدده بقوتها وهو واقف بين الوحوش ثابت القدم قوي الباس غير ان افراد آجامه فسدت بواطنهم وحسنت لهم الذئاب الخروج عليه فغفلوا عن ذل المستعبد وسطوة الاجنبي واخذوا يخربون بيوتهم بايديهم وايدي الظالمين وهذا مما قضى على الاسد باعمال الفكر حتى ضعفت قواه وجلس بوصيد اجمته يصرف حياته في حفظها وصيانتها راجياً تنبه امته وتذكرهم سالف زمانهم وما كان عليه بائهم من علو الجاه ونفوذ الكلمة لعلهم باجتماع قوتهم واتحاد قلوبهم يزحزحون الذئاب عن بابه ويحفظون وطنيتهم التي عرفوا بها وتربوا فيها ليكتب المورخ هذه امة عدوها واظهرت باس اسدها الضرغام وحامى حومة اجامها فاصبحت تهابه النمور وتخشاه الفهود بعد ان ضعف وطمعت فيه الاعداء فعجب الناس من اجتماع الذئاب حول الاسد

[رواية الوطن وطالع التوفيق]

بقلم العالم العامل السيد الفاضل خدني لار السيد الشيخ حمزه فتح الله محرر صحيفة البرهان كتبت للجهبذ الفاضل السيد عبد الله افندي نديم مانصه

ابهذا الاخ

ليس موجب كتبي اليك هاته المرة بث معذرة على لسان وطنك المحروس عما لاينبؤ بطرد حلمك دع ذا فانما هو في الحقيقة آبة على فضلك الذي لايختلف فيه اثنان وهبه ساءك بنوع من خطأ العقلاء فقد سرك بل سربني جلدتك وكل من يهمه الاصلاح بما انبعث فيه من اشعة العدل المحمدي التوفيقي الخديوي الذي اينع برياضه غراس مساعيك الغراء ومساعي امثالك فهب غلطاته ولا اقول سيئاته لحسناته فانك لامحالة ملفى عند موازنة ما ذكر ثانية الكفتين راحجة بمقدار ما تطيش الاولى وقد تعلم ايها الخدن انك منذ بدأتك ما انت بصدده قد ثابرت تلك الخدمة وادليت دلوك في الدلاء فطفقت تنزع من ركيتها مائحاً حتى انحست انهارها وتفجرت