للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

- ١٢٧ -

المؤجرين من طرف صاحب المحل بخمسة غروش ميرية عن كل يوم وقد تاكد عندي هذا الامر بالنسبة لحالته وعندما رأني انظر اليه حول وجهه لجهة ثانية فتاسفت عليه غاية الاسف وكاني بقايل يقول من هو الذي تأسف عليه اليس هو من رعاع الناس الاسافل الدون حتى رضى لنفسه بهذه الحالة الشنعاء فاقول لو كان كذلك ما تأسفت عليه لجهله وعدم تهذيبه وانما اتأسف على شخص كان معدوداً من صف الكتبة نشأ في فن الكتابة من صغره حتى ترقي الى وظيفة ايكنجي مصلحة معتبرة بماهية عالية وكان عنده عائلة واولاد يصرف عليهم ثم آل امره الى ما ذكرت افلا يليق بنا الاسف على مثل هذا التعيس وحيث علمنا ذلك يلزمنا ان نقف على السبب الذي صيره لهذه الدرجة لنكون على بصيرة من

الوقوع فيه معاذ الله الا اني ارى معظم اخواننا الشبان واقعين في هذا السبب مجتازين هذا الطريق الذي سلكه صاحبنا حتى اوقعه في المهالك وهم لايشعرون الا وهو طريق الفجور والانهماك في اللذات التي هي نتيجة شرب الخمور فان الانسان متى دبت الخمرة في رأسه فعل كل ما اشتهه من فسق وفجور ولعب قمار وما شاكل ذلك من انواع الموبقات ولهذا قل ان الخمرة رأس كل خطيئة ثم ان ذاك التعيس كان في اثناء خدمته مولعاً بهذه النقائص فحسن لهُ الشيطان لعب القمار فار مغرماُ به حتى ذهبت ثروته وقلت مرؤته وسآت سيرته فكان ذلك سبباً لانحرافه من خدمته الشريفة وآل امره الى ان خدم في فن القمار الذي كان مغرماً به وقد رضى لنفسه الان ان يخدم بخمسة غرو كل يوم ياخذها بغاية الجد والنشاط غير متهاون ولا متشاغل عنها بغيرتها

فيا ايها الاخوان اما في مثل هذه الحالة يقف العاقل عند حده ويعتبر بغيره ام لايصدق الانسان هذه الامور حتى ينظره في نفسه هذه نصيحتي اليكم فمن قبلها واتعظ بما فيها كان من العاقلين ومن نبذها ورآء ظهره وظل عاكفاً على شهواته وملاذه فما على فاقد العقل من حرج فعليكم بما يحفظ شرفكم ويقي عرضكم وما ذلك بالامر العسر على من يقلب طرفه في العواقب ويقي نفسه وعرضه من الوقوع في المعاطب ويترك طريق الفجور الا وهو شرب الخمرة بانواعها فانها متى تركت ترك الشر كله على انها متلفة للمال مهلكة لجسم مضيعة للشرف جالبة الانسان الى غير ذلك مما هو معلوم لدى الجميع بلا انكار ولو نظرتم لحالة هذا الشخص التعيس لرأيتم علامات المقت تلوج على وجهه وخيل لكم ان لسان حاله يقول انما العاقل من اتعظ بغيره (ع ع)

[بعدا للقوم الظالمين]

اتفق لاحد فقهاء الجيرة انه صنع مقطع قماش ايام وجود الغز في مصر وارسله مع زوجته لتخلمه من الختام فلما دخلت عليه وجدت