للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

- ١٧٤ -

افعالهم القبيحه ان المريض اذا مات انكورا الرجل وفعله وصاروا يبرطلون المزينين على عدم الاخبار وكتابة الكشف بواحدة من الثلاث المعلومة عندهم وهي (موت العادة الانسلال اسهال) فان كشفا من كشوفات المزينين لا يخلو من واحدة من هذه حتى ان بعض الفلاحين اذا مات عندهم انسان بحريق او تحت ردم او بمعالجة كهذه توجه الى المزين وناوله المعلوم وقال له فلان توفى بالانسلال لعلمه انه سيكتبها كذلك وجهاله المزينين لا تحتاج لدليل وعلى الخصوص مزين الريف الذي يشق على الحصاة بالموسى ويقطع الجفن بمقص الظفر ويعطى الشربة من زيت الخروع الذي يصنعه من لبوبه بنفسه ويسميه حب الملوك ومن الدجالين القتالين من يظهر بزي الاولياء (على معتقد الفلاحين) فان من لبس مرقعه او طاقية من الخصوص او قبض على عكازة خضراء او اصيب بشلل في احد اعضائه او اضاع الزهري (الافرنجي) انفه او خرجت سلعه في عنقه او كتفه او كان له اصبع اوجاع او يد صغيرة او له رياله او بلسانه يلكنه يعتقدون ولايته ويصدقون قوله ويعملون بكل ما اشار اليه فن هذا القسم الرجل الذي كان يميت غمر المسمى (ابو مسلم) فنه صنع له بيتا صغيرا وحفر فيه بركه وعمل فاخورة بجوار البيت واشاع ان ماءه يشفي من كل داء فهرعت اليه الناس من كل لد حتى ضاقت ميت غمر بالوفود وكان يعطي الابريق بنصف ريال ويأخذ الخادم نصف ريال وثمن البن ريال ونذر الشيخ نصف ريال ثم يظهر التعفف وانه يعلج الناس ابتغاء مرضاة الله مع انه يأخذ من كل انسان نصف بينتو وكان يرد عليه في اليوم نحو الف انسان وامتدت شهرته للاطراف البلاد وبطون البنادر فقصده الناس من اقصاي الصعيد ومن اسكندريه ومصر والسويس واغرب ما روى من علاجه العاقر انه يأمر المرأة ان تنام على ظهرها ثم يضرب. . . . بيده ويقول انت مأذون بالحبل وقد علا صيته حتى كتبت الحكومة بطرده من البلد والتنبيه عليه بابطال هذه الاكاذيب

فهل يمثل هذه الجهاله نضارع الامم المتمدنة ونرجو اصلاح البلاد وحفظها من افكار الدول

المتقدمة المشتغلة بالمعارف اناء الليل واطراف النهار على انك تحكم على بعض البلاد المتنورة عندنا يميلها للخرافات لما علمته من قدوم الناس في البنادر لهذا الجاهل المضل وترى ان قوة المعارف عندنا ضعيفه جدا لا تدفع ما تأسس في افكارنا من الهذيان والتخريف وحب اهل الجهالة وطاعتهم والعمل بكل ماقالوه وهذا يحكم الامية المتسلطه علينا الأخذة من سوادنا كل مأخذ فانك اذ فتحت كتاب طب امام محفل في الريف وقلت ان نبات كذا نافع لداء كذا وكان بالمجلس احد المخرفين وقال هذا الداء يكتب له براطيش جرانيش خرابيش