للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

- ٢٧٠ -

احد اغضاب امة في سائر مدارس الدنيا

(ت) وما ثمرة المحفل الحر

(ن) حفظ البلاد والمدافعة عن شرف الرئيس والاساتذة فلو ارسلت مدرسة اساتذة من عندها ليقيموا بالمدرسة ونادى المحفل يمنعهم من الدخول او التعرض لشيء من ادارة المدرسة كان له الحق وساعده على ذلك جميع ارباب المدارس ولو جاء رئيس وطعن في رئيس المدرسة واراد استخدامه مكانه كان المحفل وقاية له منكل سوء فان الئيس انما يحكم التلامذة وما داموا في رضاعته فلا تداخل لاحد في رئاسته ولا مطمع وان اراد الغير معارضته بالقوة كان التلامذة امامه كالاسود الضارية يدافعون عنه ويردون عدوه ولو عدموا في ذلك الكثير من الارواح وهذه اكبر ثمرات المحفل في سائر المدارس فترى المدرسة اذا كان لها خمسون بواباً وليس بها محفل كانت عرضه للدمار ومناوشة الاعداء لضعف قوتها بتفرق كلمتها وعدم اتحاد تلامذتها وان كان لها محفل ولم يكن لها ولا بواب

واحد كانت اعز من بيض الانوق فان العدو يعرف ان كل تلميذ متيقظ ممتعد للحرس والوقاية والدفاع

(ت) وهل تحتمل تلامذتنا اطلاق حرية الافكار قبل ان يتدربوا على اشغال المحفل

(ن) نعم يحملونها ويحفظونها ويسيرون بها في طريق يعز على غيرهم الوصول اليها ولكن باختلاط المحفل وتشكيله من نبهاء واذكياء وامراء واغنياء وعلماء وصناع واعيان

(ت) نخشىان بقية المدارس تمثل بنا وتقول عادوا الى جهالتهم والتوحش القديم

(ن) اعلم يا ولدي ان اشيء في اوله لا يجيء على صورته الحسناء في سائر الجهات لابد من النقض والابرام والتغيير والتبديل حتى تتقدم الافكار وتحسن الاعمال ولا تنظر لجهل كثير من اهل بلادك فانهم وان جهلوا احسن من مبداٍ اعظم دولة متمدنة الان واما اقص عليك طرفاً من انبائهم لتعلم قومك وما هم عليه - افتتحت دولة من الدول المتمدنة محفلها الشوروي من عهد مائتي سنة وكسور فوقع الانتخاب على تجار البطاطس والفحم والحديد لكونهم اغنى اهل البلاد فلما عقدوا المحفل وتذاكروا في ضرائب البلاد راى ثلاثة منهم ان قرية من القرى لا تستطيع دفع الضريبة لفساد ارضها فغضب بقية النواب ولفوا الثلاثة في قماش واطفأوا شموع المحفل وكبوا الجاز على هولاء المساكين واحرقوهم وختموا القرار على لهيب احتراقهم اطن اناهل مدرستك وان جهلوا وضلوا عن طرق التقدم وعموا عن الحق فانهم لا يفعلون ما فعل هولاء البهائم الذين ينددون بمدرستكم الان

(ت) حاشا لله ان يحصل من تلامذتنا هذا الفعل القبيح فانه ملاعيب فيهم غير خوفهم من الاساتذة وعدم اقتدارهم على معارضة القلفاوات بسبب ماراوه منهم من الاهانة والقسوة