للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

- ٢٧٧ -

الوطنية واحيوا القوة الاجنبية ولم ينفعهم صلاح الصالح منهم حتى كادت ابنائي تكون اسرى في ساحة لم يجرد فيها سيف وارضي ملكاً لاوضاع لا يملكون القوت في بلادهم وادارتي اجنبية محضة بيد من لا يعرف لغنى ولا يرحم ابني ولا ينظر لي الا بعين الهوان فتالم لهذا سيدي ومولاي وقد فسدت البطانة واختلت الحاشية واحتاط به المحتالون ودار به المنافقون وهو في اسف من هذا التدمير وخوف على ابنائي وبلادي من تمكن سلطة الغريب ونفوذ سطوته. وباتت ابنائي تتشاور وتتراءى وقد فتحت العيون وتنبهت الاذهان وتحركت الدما. واشتغلت الافكار وابتدأ واباخذ العهود والمواثيق على انفسهم بحماية البلاد ووقاية اهلها وحفظ ناموس اميرها فلما بدا اتحادهم احتال ذلك الرئيس عليهم واخذ يدبر لهم هلكة بعدهم بها ويحفز لهم هاوية يرميهم فيها فكن هذا سبباً لربط القلوب وعقد المحبة وتوحيد الكلمة واتفاق المشرب وسريان روح

الغيرة والحماسة في اجسام فرساننا وشجعاننا الملحوظين بعناية الله تعالى ولم تمض برهة من هذا السعي حتى تظاهر الفرسان وظهرت الابطال وتعاهدوا على الموت في حفظ البلاد من العدو ووقاية الامير من تسلط الغير على حقوقه وحملوا حملة الاسود حتى كسروا قوائم عرش الظلم وخسفوا بيت البغي والفجور ووقفوا بين يدى اميرهم اسوداً يحمون غابة ويدفعون عدوه ولم يريقوا في هذا الخطب قطرة من دم بل حاربو ابالرعب وانتصروا بالحق وفازوا بابعاد العدو وفتح باب الشورى وحفظ شرف الفارس الجهادي كل هذا بسلامة باطن اميرنا المعظم حفظه الله

وبودهم ان لو ميز الخائن من الصادق من تلك الحلبة ولكن البلاء يعم وقد جلبه من كان فيهم كالدلال ينادي على ديارنا في اسواق اوربا وابنائي لا يستطيعون حراكا ولا يقدرون على الكلام. ولما تم لهم النصر المبين طلبوا من الامير العظيم الغاء مقاليد الامر الى السيد الشريف ومن يختار من رجال الصدق والغيرة وقد كنت بين ذلك ارجف واخشى من تفاقم الخطب ولكن الله ثبت قلب فرساني والهمهم الحكمة فخظعوا لاميرهم خضوع التابع للمتبوع ووقفوا بين يدي جلالته ينتظرون اوامره السامية فسر بانقيادهم وسلامة بواطنهم وحرصهم على حفظ شرفه العالي ورضي عنهم رضاء زالت به الاتراح وعمت الافراح واصبحت الامة تتبادل الفاظ التهاني وتتذاكر فيما يقدمها ويحفظ البلاد وقد خلع الكل من عنقه طوق لاستبداد وحل قيود الاستعباد ولبس الجميع تاج الحرية في ظل الساحة التوفيقية وحماية الفرسان الجهادية الذين اعادوا للبلاد مجدها وقلعوا اوتاد الظلم والاستبداد بقوة وحمية وفتحوا للامة باب الحرية الذي احكمت غلقة الجبابرة الظالمون

ومن حكمة رجالي الفرسان ما تقدموا به بين يدي اسدهم الضاري وابن بجدتهم السامي ناظر الجهادية اعزه الله من القاء