للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من منتدى الألوكة ((مقال للعضو/ أبو الطيب المتنبي))

من أدباء مصر وشعرائها وزجاليها، ألف أكثر من سبعة آلاف بيت شعر وروايتين، ثم إنه انخرط في الوطنية وانضم إلى أساطينها آنذاك، وحينما هوت العُرابية هوى ونكصت نكص وقبض عليه وزج به في السجن، ثم عفي عنه من قبل الخديوي توفيق ولم يلبث أن نفاه إلى يافا، فجعل النديم إلفه تأليفه، وألّف كتاب «كان ويكون» وكان ذلكم الكتاب مرآة لعرض آرائه في اللغة والسياسة والحياة

اختلف النديم إلى الصحف فكتب في «المحروسة» و «العصر الجديد» ثم أصدر مجلة «التنكيت والتبكيت» ثم استعاض عنها بمجلة الطائف والتي كانت (عرضحال) للأحوال العرابية آنذاك، ثم أخرج «الأستاذ» في ثوب قشيب وبلغة الدهناء ففهمها الجماء الغفير وأقبلوا عليها إقبال الظامي على الماء، والجائع على الطعام، وأخرجت عام ١٨٩٢ وما لبثت أن قفلت إلى الأفول بفعل اللورد كرومر فأشار النديم إشارة المودع ورفع ثياب الهجرة إلى منفاه الآستانة وأنشد:

أودعكم والله يعلم أنني ... أحب لقاكم والخلود إليكم

وما عن قِلي كان الرحيل وإنما ... دواعٍ تبدت فالسلام عليكم

قال المؤرخ عبد الرحمن بن عبد اللطيف الرافعي: {١٩٦٦:م}

وانتهى به المطاف في منفاه إلى الآستانة حيث توفى سنة ١٨٩٦ م

من مصنفاته:

(١) الاحتفاء في الاختفاء

(٢) الآلئ والدرر في فواتح السور

(٣) البديع في مدح الشفيع

(٤) في المترادفات

(٥) الساق في مكابدة المشاق

(٦) كان ويكون

(٧) النحلة في الرحلة

(٨) سلافة النديم وهي رسائله (١٦ رسالة) جمعها عبد الفتاح النديم ورسمه بذلك الرسم

ومن مأثوره قوله:

«وما خلقت الرجال إلا لمصابرة الأهوال ومصادمة النوائب، والعاقل يتلذذ بما يراه في فصول تاريخه من العظمة والجلال، وإن كان مبدأ الصعوبة كدراً في أعين الواقفين عند الظواهر».

«أعيروني من أيام أنسكم أوقاتاً أدخل فيه أنديتكم الأدبية لأتلو عليكم صحائف الحكمة، وأنا كامن في أسطر صحيفتي وهي لساني فما المرء إلا أصغراه قلبه ولسانه»

من أقوال أهل التأريخ فيه:

• قال الزركلي: من أدباء مصر وشعرائها وزجاليها. اهـ

• قال الرافعي: خطيب الثورة العرابية، وهو أيضاً شاعرها انطبعت في خطبه وقصائده روح الوطنية المتدفقة، وروح الثورة. اهـ

ومن لطيف شعره قوله:

إليكم يُرَدُّ الأمر وهو عظيم ... فإني بكم طول الزمان رحيم

إذا لم تكونوا للخطوب وللردى ... فمن أين يأتي الديار نعيم

وإن الفتى إن لم ينازل زمانه ... تأخر عنه صاحبٌ وحميم

فرُدُّوا عنان الخيل نحو مخيم ... تقلبه بين البيوت نسيم

وشدوا له الأطراف من كل وجهة ... فمشدود أطراف الجهات قويم

إذا لم تكن سيفاً فكن أرض وطأة ... فليس لمغلول اليدين حريم


[*] قال مُعِدُّ الكتاب للشاملة: ترجمة النديم في صفحات التمهيد هذه، كلها ليست من المطبوع

<<  <  ج: ص:  >  >>