للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

- ٢١ -

الالفاظ وبما عبرت عه وبما يؤدي معنا

ولو سمعت قولي

اجل صفات المرء فضل ومنطق ... وبعدهما كل الصفات غرور

لسردت عبارة يضيق صدر السامع بها ولايصل لهم المقصود وهبك توسعت في غير لغتك وتفتنت فيها اتناجي ربك ي اوقات عبادتك ام تقرأ بها كتابك المعجز يحسن نسقه ام تخاطب بها باء النجل عندما تشتريه ام تستعطف بها قلب امك وقتما تغضب عليك ام تعاشر بها عامة قومك وهم اهل البلاد اراك استجهلتني وقلت ان الرجل لعدم علمه بغير لغته ينكر بلاغة غيرها. مهلا ايها المدل بنفسه فان في قولي (لمعاني الالفاظ تصور لايقوم به مقابلها في غيرها) حكما يقضي به كل ذي لغة على عدم قيام غيرها بما نقوم به فربما كانت حماسة هذا اللفظ في لغتك تخنثا في غيرها وبالعكس وهذا مما ياخذه الذوق من غير بحث في اللغات. واراك تعدني من الجاهلين بضروريات الاختلاط من معرفة لغة النازلين بوطنك - رويدا فقد قدتك الى الحق ورميتني بالاضلال. فاني لم احرم عليك غير لغتك لضرورة نقضيها ونازلة ندفعها ومشكل تحله وانما اردت تذكيرك بان لغتك كان منطوقا بها من غير تعلم محفوظة في غير كتاب وبمخالطة الدخيل فعد بغضها وخيف عليها من الضياع فدونت في بطون الاوراق وبقيت قوتها في اللفظ والكتابة ثم كثر فيها الدخيل حتى انتخب لها كتاب ومنشئون ثم تعدد فيها الدخيل فاستبدلت بلغة اصطلاحية لا قاعدة تمشي عليها ولا كتاب يحفظها ولا ضابط يجمعها ولا حروف تؤلف منها واذا اردت معرفة لغة ابائك افنيت الكثير من السنين في طلبها وهيهات ان ادركتها وقد عظمت المصيبة فقد الكتاب والمشئين ثم تم التغيير بتكلم العامي بعبارة طويلة ثلثها اجنبي عن لغتك الاصلية والاصطلاحية. الا تعلم ان اللغة تقضي على المتكلم باتباع ما تقتضيه عبارتها فتراك تهتز في عبارة اجنية يلزمك الثبات بها في مستقج في عادة بلادك ومعتقد اهلك. ولا شك ان هذا يسير بك في طريق الاستحان حتى تستقج لغتك وعادة بلادك فتبيت وانت وطني حر

وتصبح وانت في يد اجنبي يصرفك كيف يشاء. وناهيك بالاندلس الذي كان روضة الاداب وبستان المعارف العربية وبترك لغته واستعمال الدخيل فقدها فقد محو وجهل المعتقد جهل طفولية فمن يجتمع معك في جدك السابع او الثامن من اهله اصبح يعبر عنك الان بلفظ (ارابو، اي عربي وسأت تلك المبادي وبئس هذا النقلب هون عليك فالامر سهل فاننا لا نحتاج لحفظ لغتنا اكثر من احداث درس في جميع المدارس يلقن فيه الطفل لغته العربية الشريفة بطريقة تهذيبية لا يصعب الاخذ بها ولا تمل النفس من ملازمتها مع اجتماع الامة على تكثير المدارس