للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

- ٣٩ -

وما اصغر قدرك عندما تنظر الغير بعين الجهالة وانت قادر على تعليمه وترميه بفساد الاخلاق وانت

قادر على تهذيبه. وما مقامك في الوجود الا اصلاح مافسد من الجاهل الذي كنت مثله قبل علمك بل الذي عرفت به. فما ابغضك عندما تحجر علمك على النقد وتمنعه من المستحق استبداداً منك على اخيك الا ترى انك بهذه انطباع فاسد الاخلاق تحتاج مايحتاجه الجاهل من التهذيب بل انت عين الجاهل بل الفارغ من روح المدينة. وياايها الوافر العقل مااجنك عندما تقابل المسئ باساءته وتخاطب ضعيف العقل بما لا يحتمله فكره ظناً منك انه في قوتك وتمكنك مدرك لما تقول قوي على الخصام والجدال بعد علمك بنزوله عنك وانحطاطه عن درجنك. هلاُ عاملته بما يناسب شكره وتحتمله قواه فغنمت افادته واكتسبت راحتك. ويا ايها الموصوف بالكمال ماانقصك عندما تمشي في الاسواق مختالاً متكبراً كانك مار بين البهائم والحشرات ولو نظرت عن اليمين والشمال لرأيت ما يخجلك من امثالك المتملين بحلية الكمال السارين في سكينة ووقار وخشوع ويا ايها الفرح بما ملكت يداه مااحزنك لو تاملت المضطر يتضور جوعاً والبائس ينتفض برداً والغريب لا مأوى له يستكن فيه واليتيم لا قيم له يرشده ويعلمه المريض المعدم لا مال له يطبب به نفسه متاع يبيعه لينفقه في حفظ حياته افٍ لك ولما لك قل او اكثر فانك تحجر على الانسان قوته ومسكنه ملبسه بما تصنعة من اكتناز المال وما ظهرت الا لتخريب البلاد من حصر النقد عندك وعدم تمكن الافراد مما يبتاعون به مايلزم لعمار الديار فتعساً لك ماحييت وسحفاً لك بعد موتك لا مرحباً بك اذا قدمت وسلامة تصحبك اذا ذهبت. وياايها المتصف بهذه الصفات الذميمة ألا يدلك البرهان على فساد اخلاقك واحتياجك الى مؤدب يوقفك عند حدودك ويعلمك ماتطهر به دنس الطباع وتنظف به قاذورات الجهالة ويعرفك قدر اخوانك ابناء جنسك ألستَ ترى نفسك من المتوحشين المغتالين قطاع طريق التقدم معدمي الحياة الادبية الساعين في خراب الاكوان. وياايها المدعي الوطنية وهو يسعى في اضحلال بلاده ويميل بجانبه الى كل بعيد عنها مااضرك على بلدك واشدك على جيرانك واخوانك وما اغفاك عن حقوق مظهر وجودك وسماء سعودك ومسح روحك ومقر شجك لو علمت الوطنية ودرستها على خبير بها لعلمت ان البلاد محتاجة الى فكرك وقوتك والاهل مفتقرون الى مالك والارض مضطرة الى خدمتك والعمار موقوف على اتحادك وبعدك عن النقائص وما يكدر الصفو الراحة العمومية او يجلب شراً على الامة بتهورك وعدم تبصرك في العواقب. تموت في غرضك

وانت تحيي الكثير من غير اهلك وتلتذ بشهواتك وانت تنغص حياة الالوف ذهبت باميالك في طريق امالك فبؤث