للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

[٢٦ - الحساب]

لغة: الحساب مصدر حاسب. وحسب الشىء يحسبه إذا عده. و (حاسبه) محاسبة وحسابا: ناقشه الحساب وجازاه. (يوم الحساب) يوم القيامة (١).

والحسيب: اسم من أسماء الله تعالى، وفى التنزيل {وكفى بالله حسيبا"} (النساء٦).

واصطلاحا: توقيف الله عباده قبل الانصراف من المحشر على أعمالهم خيرا كانت أو شرا، قولا كانت أو فعلا أو اعتقادا. قال تعالى {اليوم تجزى كل نفس بما كسبت لا ظلم اليوم إن الله سريع الحساب} (غافر ١٧) وقد اختلف فى معنى محاسبته تعالى عباده على ثلاثة أقوال:

أحدها: أن يعلمهم مالهم وما عليهم.

الثانى: أن يوقف عباده بين يديه، ويؤتيهم كتب أعمالهم وفيها سيئاتهم وحسناتهم فيقول هذه سيآتكم وقد تجاوزت عنها، وهذه حسناتكم وقد ضاعفتها لكم.

الثالث: أن يكلم الله عباده فى شأن أعمالهم وكيفية ما لها من الثواب وما عليها من العقاب.

والأدلة على ذلك من الكتاب والسنة كثيرة منها {فوربك لنسألنهم أجمعين. عما كانوا يعملون} (الحجر٩٢. ٩٣) وقوله تعالى {فلنسألن الذين أرسل إليهم ولنسألن المرسلين} (الأعراف) ويقول (صلى الله عليه وسلم) "لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع: عن عمره فيما أفناه، وعن علمه ماذا عمل به، وعن ماله: من أين أكتسبه وفيما أنفقه، وعن جسمه فيما أبلاه " قال الترمذى: حديث حسن صحيح.

وفى الصحيحين من حديثى عائشة- - رضي الله عنها - قالت: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) "من نوقش الحساب عذب،، فقلت: أليس يقول الله ({فأما من أوتى كتابه بيمينه فسوف يحاسب حسابا يسيرا، وينقلب إلى أهله مسرورا} (الانشقاق ٧ - ٩) فقال:

"إنما ذلك العرض، وليس أحد يحاسب يوم القيامة إلا هلك" يعنى أنه لو ناقش فى حسابه لعبيده لعذبهم، وهو غير ظالم لهم ولكنه تعالى- يعفو ويصفح.

وكيفية الحساب مختلفة وأحواله متباينة: فمنه اليسير، ومنه العسير، ومنه السر، ومنه الجهر، ومنه ما هو بالعدل، ومنه ما هو بالفضل والصفح. ومتولى ذلك أكرم الأكرمين وأرحم الراحمين.

والناس أمام الحساب على ثلاثة أقسام:

قسم يدخل الجنة بغير حساب

وقسم يدخل النار بغير حساب. لشدة غضب الله عليهم وهم الكافرون.

وقسم يوقفون للحساب.

أ. د/ أحمد المهدى


المراجع
١ - شرح المواقف، للجرجانى الموقف السادس ص ٢٢٩ وما بعدها- تحقيق: أحمد المهدى.
٢ - شرح الطحاوية، لابن أبى العز الحنفى ص ٤٧٣ وما بعدها- مكتبة دار البيان بدمشق ١٩٨٥ م
٣ - لوامع الأنوار البهية للسفارينى ج ٢ ص١٦٧ وما بعدها. المكتب الإسلامى ١٩٩١م
٤ - المعجم الوسيط، مجمع اللغة العربية مادة (حسب).

<<  <   >  >>