للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

[٤٤ - الإلحاد]

لغة: الميل عن القصد، أخذ من قوله تعالى: {ومن يرد فيه بإلحاد بظلم} الحج:٢٥، أى ترك القصد فيما أمر به، ومال إلى الظلم قال تعالى: {لسان الذى يلحدون إليه أعجمى وهذ لسان عربى مبين} النحل:١٠٣، فمن قرأ: يَلحدون، أراد: يميلون، ومن قرأ: يُلحدون، أراد يعترضون.

واصطلاحا: الشك فى الله أو فى أمرمن المعتقدات الدينية.

وللإلحاد تاريخ طويل حافل، وله صور كثيرة متنوعة، غير أن أوسع معنى يعزى إليه، هو أنه إنكار للنصوص السائدة عن الله أو المعتقدات الدينية، فقد أطلقت كلمة "ملحد" على "اسبينوزا" لأنه ربط بين الله والعلم على نحو مخالف للفكرة الدينية اليونانية عن الآلهة.

وفى المجتمع الإسلامى اختلفت اسباب الإلحاد، فمنهم من ألحد لأسباب من العصبية القومية، حملته على أن يتعصب لدين آبائه من المجوس والوثنية المانوية، كما فعل ابن المقفع وبشار.

وهناك فريق ألحد فرارا من تكاليف الدين وطلبا لسلوك مسلك الحياة الماجنة كما هو الحال بالنسبة الى كثيرمن الشعراء ممن ينتسبون الى عصبة المجان على حد تعبير أبى نواس.

وهناك فريق ثالث يتنازعه العاملان؛ فجمع بين سلوك المجان، وبين عصبية الشعوبيين، مثل أبان بن عبدالحميد.

ومن هنا أطلق على كل صاحب بدعة، بل انتهى الأمر أخيرا إلى أن أطلق لفظ "ملحد" على من كان يحيى حياة المجون من الشعراء والكتاب. وأشهر من وصفوا بالإلحاد: ابن الراوندى الذى عاش فى القرن الثالث الهجرى.

أ. د/محمد شامة


مراجع الاستزادة:
١ - لسان العرب: لابن منظور.
٢ - التفسير الكبير: الرازى، دار الكتب العلمية، بيروت ١٤١١هـ/١٩٩٠م
٣ - تفسير القرآن العظيم: ابن كثير، دار الفكر، بيروت ١٣٨٩هـ/١٩٧٠م
٤ - من تاريخ الإلحاد فى الإسلام د/عبد الرحمن بدوى، سينا للنشر ١٩٩٣م.
٥ - الخطر الشيوعى فى بلاد الإسلام د/محمد شامة مكتبة وهبه ١٩٧٩م

<<  <   >  >>