للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

[١٦ - البرزخ]

لغة: يقصد به كل ما يحجز بين شيئين أو مكانين، وقد ورد البررخ بهذا المعنى فى القرآن الكريم فى قوله تعالى: {مرج البحرين يلتقيان. بينهما برزخ لا يبغيان} الرحمن:١٩، ٢٠، وقوله تعالى: {وهو الذى مرج البحرين هذا عذب فرات وهذا ملح أجاج وجعل بينهما بررخا} الفرقان:٥٣.

واصطلاحا: يطلق على الفترة الممتدة من موت الإنسان إلى بعثه، وذلك عند النفخة الثانية. وقد ورد البررخ بهذا المعنى فى القرآن الكريم مرة واحدة فى قوله تعالى: {ومن ورائهم بررخ إلى يوم يبعثون} المؤمنون:١٠٠، ولا يعد البرزخ منزلا من منازل الدنيا أو الاخرة عند علماء الكلام. وهو نوعان: زمانى وهو الفترة الممتدة بين الموت والبعث، ومكانى وهو: القبر.

وللبرزخ عند الصوفية أيضا مراتبه حسية ومعنوية تفصل بين عالمين، فيطلق عندهم ويراد به المعنى الدينى وهو: العالم الذى ندخله بعد الموت، ويعدونه أيضا من أول منازل الآخرة. كما يطلق على العالم الذى ترحل إليه الأنفس والأرواح فى حالة النوم؛ ويستعمله ابن العربى فى عوالم عديدة أبرزها ما يسميه بالخيال المطلق أو عالم الجبروت الذى يفصل بين عالم الملك والملكوت، وهذا البرزخ فاصل وجامع فى آن واحد، وهو قابل للمتضادات، فهو: لا موجود ولا معدوم، ولا معلوم ولا مجهول، ولا منفى ولا ثابت.

ومن برازخ ابن العربى أيضا:

١ - بررخ عالم المثال.

٢ - برزخ الثبوت "وهو الفاصل بين مرتبة العدم ومرتبة الوجود".

٣ - برزخ العالم المشهور بين عالم المعانى والصور.

أ. د/أحمد الطيب


مراجع الاستزادة:
١ - القاموس المحيط للفيروز آبادى.
٢ - تفسير القرطبى (الآية ١٠٠ من سورة المؤمنون).
٣ - حواشى على شرح الكبرى للسنوسى ط الحلبى مصر، ١٩٣٦م (ص٥٠١ - ٥٠٢).
٤ - لطائف الإعلام بإشارات أهل الإلهام للقاشانى (١/مادة برزخ).
٥ - الفتوحات المكية لابن العربى ١/ ٣٠٤ - ٣٠٧

<<  <   >  >>