للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الرجيم. فقلت: والله يا عدو الله لأقتلنك ولأريحن الأمة منك. قال: ما هذا جزائي منك. قلت: وما جزاؤك مني يا عدو الله؟ قال: والله ما أبغضك أحد قط إلا شاركت أباه في رحم أمه.

وهكذا رواه القاضي أبو الحسين ابن الأشناني عن إسحاق بن محمد النخعي، وهو إسحاق الأحمر، وكان من الغلاة، وإليه تنسب الطائفة المعروفة بالإسحاقية، وهي ممن يعتقد في علي الإلهية، وأحسب القصة المذكورة في الحديث الأول سرقت من هاهنا وركبت على ذلك الإسناد، والله أعلم.

أخبرني الأزهري، قال: أخبرنا المعافى بن زكريا الجريري، قال: حدثنا محمد بن مزيد بن أبي الأزهر، قال: حدثنا علي بن مسلم الطوسي، قال: حدثنا سعيد بن عامر، عن قابوس بن أبي ظبيان، عن أبيه، عن جده عن جابر بن عبد الله. قال: وحدثنا مرة أخرى، عن أبيه عن جابر قال: رأيت رسول الله Object وهو يفحج بين فخذي الحسين ويقبل زبيبته ويقول: لعن الله قاتلك. قال جابر: فقلت: يا رسول الله، ومن قاتله؟ قال: رجل من أمتي يبغض عترتي لا تناله شفاعتي، كأني بنفسه بين أطباق النيران يرسب تارة ويطفو أخرى، وإن جوفه ليقول غق غق. وهذا الحديث أيضا موضوع إسنادا ومتنا، ولا أبعد أن يكون ابن أبي الأزهر وضعه ورواه عن قابوس عن أبيه عن جده عن جابر، ثم عرف استحالة هذه الرواية فرواه بعد ونقص منه عن جده، وذلك أن أبا ظبيان قد أدرك سلمان الفارسي وسمع منه وسمع من علي بن أبي طالب أيضا. واسم أبي ظبيان حصين بن جندب، وجندب أبوه لا يعرف، أكان مسلما أو كافرا؟ فضلا عن أن يكون روى شيئا، ولكن في الحديث الذي ذكرناه عنه فساد آخر لم يقف واضعه عليه فيغيره، وهو استحالة رواية سعيد بن عامر عن قابوس، وذلك أن سعيدا بصري وقابوسا كوفي ولم يجتمعا قط، بل

<<  <  ج: ص:  >  >>