للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عبد الله بن إبراهيم السقطي بجرجان، قال: حدثنا أبو علي أحمد بن الحسين شعبة، قال: حدثنا أحمد بن جعفر الهاشمي، قال: حدثنا محمد بن عبد الله الكاتب، قال: كنت يوما عند محمد بن يزيد المبرد فأنشدني هذين البيتين [من البسيط]:

جسمي معي غير أن الروح عندكم فالجسم في غربة والروح في وطن فليعجب الناس مني أن لي بدنا لا روح فيه ولي روح بلا بدن ثم قال: ما أظن قالت الشعراء أحسن من هذا، فقلت: ولا قول الآخر، قال: هيه، قلت: الذي يقول [من الكامل]:

فارقتكم وحييت بعدكم ما هكذا كان الذي يجب فالآن ألقى الناس معتذرا من أن أعيش وأنتم غيب قال: ولا هذا، قلت: ولا قول خالد الكاتب [من الكامل]:

روحان لي روح تضمنها جسد، وأخرى حازها بلد وأظن غائبتي كشاهدتي بمكانها تجد الذي أجد قال: ولا هذا، قلت: أنت إذا هويت الشيء ملت إليه، ولم تعدل إلى غيره، قال: لا، ولكنه الحق، فأتيت ثعلبا فأخبرته، فقال ثعلب: ألا أنشدته [من السريع]:

غابوا فصار الجسم من بعدهم ما تنظر العين له فيا بأي وجه أتلقاهم إذا رأوني بعدهم حيا يا خجلتي منه، ومن قوله ما ضرك الفقد لنا شيا قال: فأتيت إبراهيم بن إسحاق الحربي فأخبرته، فقال: ألا أنشدته [من الخفيف]:

يا حيائي ممن أحب إذا ما قال بعد الفراق أني حييت

<<  <  ج: ص:  >  >>