للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قلت: فأنت من خراسان؟ قال: أنا آوي بغداد. قلت: فما جاء بك إلى هاهنا؟ قال: جئت إليك لأسمع منك حديثا حسنا في الموقف قلت: الاسم؟ قال: وما تصنع باسمي؟ قلت: أشتهي أعرف اسمك قال: أنا أبو نصر. قلت: الاسم أريد؟ قال: ليس أخبرك باسمي، وإن أخبرتك باسمي لم أسمع منك شيئا قلت: أخبرني باسمك، فإن شئت فاسمع وإن شئت فلا تسمع قال: أنا بشر بن الحارث. قلت: الحمد لله الذي لم يمتني حتى رأيتك، أو كما قال، قال: ووقفت عليه فجعلت أبكي ويبكي، ثم جلست بين يديه فتحدثنا ساعة، ثم قلت له: يا أبا نصر أردت أن تدخل بلدا أنا فيه فلا تنزل عندي؟ قال: ليس لي مقام، إنما كنت بعبادان. فقلت: يا أبا نصر، كتبي كلها بين يديك. قال: السلام عليكم وبكى وبكيت، ومضى.

أخبرنا علي بن محمد المعدل، قال: أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق، قال: حدثنا محمد بن علي، قال: حدثني محمد بن إبراهيم هو ابن هاشم، قال: حدثني أبي، قال: قال بشر: لو أن رجلا كان عندي في مثال سفيان ومعافى، ثم جلس اليوم يحدث ونصب نفسه لانتقص عندي نقصانا شديدا. قال بشر: إني وإن أدنيت الرجل وهو يحدث، فإنه عندي قبل أن يحدث أفضل كثيرا من كائن من الناس، وإنما الحديث اليوم طرف من طلب الدنيا ولذة، وما أدري كيف يسلم صاحبه، وكيف يسلم من يحفظه لأي شيء يحفظه. قال بشر: وإني لأدعو الله أن يذهب به من قلبي، ويذهب بحفظه من قلبي، وإن لي كتبا كثيرة قد ذهبت، وأراها توطأ ويرمى بها فما آخذها، وإني لأهم بدفنها وأنا حي صحيح، وما أكره ترك ذاك من خير عندي، وما هو من

<<  <  ج: ص:  >  >>