للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فلما رآني بكى، وأنشأ يقول [من الطويل]:

متى سهرت عيني لغيرك أو بكت فلا بلغت ما أملت وتمنت وإن أضمرت نفسي سواك فلا رعت رياض المنى من وجنتيك وجنت ثم قال: يا علي النجاء، أرجو أن يجمع الله بيننا إن شاء الله.

أخبرنا محمد بن علي بن الفتح قال: أخبرنا محمد بن الحسين بن موسى النيسابوري قال: سمعت محمد بن عبد الله بن شاذان يقول: سمعت محمد بن علي الكتاني يقول: دخل الحسين بن منصور مكة في ابتداء أمره، فجهدنا حتى أخذنا مرقعته، قال السوسي: أخذنا منها قملة فوزناها فإذا فيها نصف دانق من كثرة رياضته وشدة مجاهدته.

حدثني مسعود بن ناصر قال: حدثنا ابن باكو الشيرازي قال: سمعت أبا عبد الله الحسين بن محمد المزاري يقول: سمعت أبا يعقوب النهرجوري يقول: دخل الحسين بن منصور إلى مكة وكان أول دخلته، فجلس في صحن المسجد سنة لا يبرح من موضعه إلا للطهارة أو للطواف، ولا يبالي بالشمس ولا بالمطر، وكان يحمل إليه كل عشية كوز ماء للشرب وقرص من أقراص مكة، فيأخذ القرص ويعض أربع عضات من جوانبه، ويشرب شربتين من الماء؛ شربة قبل الطعام، وشربة بعده. ثم يضع باقي القرص على رأس الكوز فيحمل من عنده.

وقال ابن باكو: حدثنا أبو الفوارس الجوزقاني قال: حدثنا إبراهيم بن شيبان قال: سلم أستاذي - يعني أبا عبد الله المغربي - على عمرو بن عثمان المكي، فجاراه في مسألة فجرى في عرض الكلام أن قال عمرو بن عثمان: هاهنا شاب على أبي قبيس. فلما خرجنا من عند عمرو صعدنا إليه، وكان وقت الهاجرة، فدخلنا عليه، وإذا هو جالس على صخرة من أبي قبيس في الشمس والعرق يسيل منه على تلك الصخرة، فلما نظر إليه أبو عبد الله المغربي رجع

<<  <  ج: ص:  >  >>