للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ابن أحمد الحاسب قال: سمعت والدي يقول: وجهني المعتضد إلى الهند لأمور أتعرفها ليقف عليها، وكان معي في السفينة رجل يعرف بالحسين بن منصور، وكان حسن العشرة طيب الصحبة، فلما خرجنا من المركب ونحن على الساحل والحمالون ينقلون الثياب من المركب إلى الشط، فقلت له: أيش جئت إلى هاهنا؟ قال: جئت لأتعلم السحر وأدعو الخلق إلى الله تعالى. قال: وكان على الشط كوخ وفيه شيخ كبير، فسأله الحسين بن منصور: هل عندكم من يعرف شيئا من السحر؟ قال: فأخرج الشيخ كبة غزل وناول طرفه الحسين بن منصور ثم رمى الكبة في الهواء فصارت طاقة واحدة، ثم صعد عليها ونزل! وقال للحسين بن منصور: مثل هذا تريد؟ ثم فارقني ولم أره بعد ذلك إلا ببغداد.

أخبرنا إسماعيل بن أحمد الحيري قال: أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي قال: قال المزين: رأيت الحسين بن منصور في بعض أسفاره، فقلت له: إلى أين؟ فقال: إلى الهند أتعلم السحر أدعو به الخلق إلى الله ﷿. وقال أبو عبد الرحمن: سمعت أبا علي الهمذاني يقول: سألت إبراهيم بن شيبان عن الحلاج فقال: من أحب أن ينظر إلى ثمرات الدعاوى الفاسدة فلينظر إلى الحلاج وإلى ما صار إليه! قال: وقال إبراهيم: ما زالت الدعاوى والمعارضات مشؤومة على أربابها مذ قال إبليس: أنا خير منه.

أخبرنا محمد بن علي بن الفتح قال: أخبرنا محمد بن الحسين النيسابوري قال: سمعت أبا العباس الرزاز يقول: قال لي بعض أصحابنا: قلت لأبي العباس بن عطاء: ما تقول في الحسين بن منصور؟ فقال: ذاك مخدوم من الجن. قال: فلما كان بعد سنة سألته عنه، فقال: ذاك ابن حق. فقلت: قد سألتك عنه قبل هذا فقلت: مخدوم من الجن، وأنت الآن تقول هذا! فقال: نعم، ليس كل من صحبنا يبقى معنا فيمكننا أن نشرفه على الأحوال، وسألت

<<  <  ج: ص:  >  >>