للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ذكر بعض ما حكي عن الحلاج من الحيل

أخبرنا علي بن أبي علي المعدل، عن أبي الحسن أحمد بن يوسف الأزرق قال: حدثني غير واحد من الثقات من أصحابنا أن الحسين بن منصور الحلاج كان قد أنفذ أحد أصحابه إلى بلد من بلدان الجبل، ووافقه على حيلة يعملها، فخرج الرجل فأقام عندهم سنين يظهر النسك والعبادة وإقراء القرآن والصوم، فغلب على البلد، حتى إذا علم أنه قد تمكن أظهر أنه قد عمي، فكان يقاد إلى مسجده، ويتعامى على كل أحد شهورا، ثم أظهر أنه قد زمن، فكان يحبو أو يحمل إلى المسجد، حتى مضت سنة على ذلك، وتقرر في النفوس زمانته وعماه، فقال لهم بعد ذلك: إني رأيت في النوم كأن النبي Object يقول لي: إنه يطرق هذا البلد عبد لله صالح مجاب الدعوة تكون عافيتك على يده وبدعائه، فاطلبوا لي كل من يجتاز من الفقراء أو من الصوفية، فلعل الله أن يفرج عني على يد ذلك العبد وبدعائه كما وعدني رسول الله Object. فتعلقت النفوس إلى ورود العبد الصالح، وتطلعته القلوب، ومضى الأجل الذي كان بينه وبين الحلاج، فقدم البلد فلبس الثياب الصوف الرقاق، وتفرد في الجامع بالدعاء والصلاة، وتنبهوا على خبره، فقالوا للأعمى، فقال: احملوني إليه. فلما حصل عنده وعلم أنه الحلاج قال له: يا عبد الله، إني رأيت في المنام كيت وكيت، فتدعو الله لي. فقال: ومن أنا وما محلي! فما زال به حتى دعى له، ثم مسح يده عليه فقام المتزامن صحيحا مبصرا! فانقلب البلد، وكثر الناس على الحلاج فتركهم وخرج من البلد، وأقام المتعامي المتزامن فيه شهورا، ثم قال لهم: إن من حق نعمة الله عندي ورده جوارحي علي أن أنفرد بالعبادة انفرادا أكثر من هذا، وأن يكون مقامي في الثغر، وقد عملت على الخروج إلى طرسوس، فمن كانت له حاجة تحملتها، وإلا فأنا أستودعكم الله. قال:

<<  <  ج: ص:  >  >>