للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال: حدثنا الحسن بن محمد بن القاسم المخزومي، قال: أخبرنا أحمد بن موسى بن العباس بن مجاهد، قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن القاسم أبو العيناء، قال: حدثنا الأصمعي قال: صعد أبو جعفر المنصور المنبر، فقال: الحمد لله أحمده وأستعينه، وأومن به، وأتوكل عليه، وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له، فقام إليه رجل، فقال: يا أمير المؤمنين أذكرك من أنت في ذكره، فقال أبو جعفر: مرحبا مرحبا، لقد ذكرت جليلا، وخوفت عظيما، وأعوذ بالله أن أكون ممن إذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم، والموعظة منا بدت، ومن عندنا خرجت، وأنت يا قائلها فأحلف بالله ما الله أردت بها، وإنما أردت أن يقال: قام فقال فعوقب فصبر، فأهون بها من قائلها واهتبلها لله، ويلك إني غفرتها وإياكم معشر الناس وأمثالها، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، فعاد إلى خطبته كأنما يقرؤها من قرطاس.

أخبرنا محمد بن الحسين الجازري، قال: حدثنا المعافى بن زكريا، قال: حدثنا محمد بن أبي الأزهر البوشنجي قال: حدثنا الزبير بن بكار، قال: حدثنا مبارك الطبري، قال: سمعت أبا عبيد الله يقول: سمعت أمير المؤمنين المنصور يقول: الخليفة لا يصلحه إلا التقوى، والسلطان لا يصلحه إلا الطاعة، والرعية لا يصلحها إلا العدل، وأولى الناس بالعفو أقدرهم على العقوبة، وأنقص الناس عقلا من ظلم من هو دونه.

حدثني الأزهري، قال: حدثنا أحمد بن إبراهيم بن الحسن، قال: حدثنا أبو بكر بن دريد، قال: حدثنا أبو حاتم، عن الأصمعي، عن يونس، قال: كتب زياد بن عبيد الله الحارثي إلى المنصور يسأله الزيادة في عطائه وأرزاقه، وأبلغ في كتابه فوقع المنصور في القصة: إن الغنى والبلاغة إذا اجتمعا في رجل أبطراه، وأمير المؤمنين يشفق عليك من ذلك،

<<  <  ج: ص:  >  >>