للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بذلك العلماء، فمن قام بحق الخدمة وإعزاز الملك فهو هيبة للعدو، ومن قعد اتبع السنة التي عنكم أخذت فهو زين لكم. قال: صدقت يا محمد. ثم قال: إن عمر بن الخطاب صالح بني تغلب على أن لا ينصروا أبناءهم، وقد نصروا أبناءهم وحلت بذلك دماؤهم، فما ترى؟ قال: قلت: إن عمر أمرهم بذلك، وقد نصروا أبناءهم بعد عمر، واحتمل ذلك عثمان وابن عمك، وكان من العلم ما لا خفاء به عليك، وجرت بذلك السنن، فهذا صلح من الخلفاء بعده ولا شيء يلحقك في ذلك، وقد كشفت لك العلم ورأيك أعلى. قال: لكنا نجريه على ما أجروه إن شاء الله، إن الله أمر نبيه بالمشورة فكان يشاور في أمره، ثم يأيته جبريل بتوفيق الله، ولكن عليك بالدعاء لمن ولاه الله أمرك ومر أصحابك بذلك، وقد أمرت لك بشيء تفرقه على أصحابك، فخرج له مال كثير ففرقه.

أخبرني أبو الوليد الدربندي، قال: أخبرنا محمد بن أبي بكر الوراق ببخارى، قال: حدثنا محمد بن أحمد بن حرب، قال: حدثنا أحمد بن عبد الواحد بن رفيد، قال: سمعت أبا عصمة سعد بن معاذ يقول: سمعت إسماعيل بن حماد بن أبي حنيفة يقول: كان محمد بن الحسن له مجلس في مسجد الكوفة وهو ابن عشرين سنة.

أخبرنا علي بن المحسن التنوخي، قال: وجدت في كتاب جدي: حدثنا الحرمي بن أبي العلاء المكي، قال: حدثنا إسحاق بن محمد بن أبان النخعي، قال: حدثني هانئ بن صيفي، قال: حدثني مجاشع بن يوسف، قال: كنت بالمدينة عند مالك وهو يفتي الناس، فدخل عليه محمد بن الحسن صاحب أبي حنيفة وهو حدث، فقال: ما تقول في جنب لا يجد الماء إلا في المسجد؟ فقال مالك: لا يدخل الجنب المسجد. قال: فكيف يصنع وقد حضرت الصلاة وهو يرى الماء؟ قال: فجعل مالك يكرر لا يدخل الجنب المسجد. فلما أكثر عليه قال له مالك: فما تقول أنت في هذا؟ قال: يتيمم ويدخل فيأخذ الماء من

<<  <  ج: ص:  >  >>