للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال الحطيئة:

ألا قالت أمامةُ هلْ تعزى ... فقلتُ أمامَ قد غلبَ العزاءُ

إذا ما العينُ فاض الدمعُ منها ... أقولُ بها قذى وهو البكاءُ

أقول بها قذًى فأعتلُّ بذاك. يقول: بكيتُ - وقبيح بالشيخ أن يبكي - اعتللت على من يحضرني.

لعمرك ما رأيتُ المرَء تبقي ... طريقته وإن طالَ البقاءُ

على ريبِ المنونِ تداولتهُ ... فأفنتهُ وليس له فناءُ

ريب المنون: ما يريبك من أحداثها. والمنون: الموت. قال أبو الهيثم: المنون يذكر ويؤنث. قال: وجعل الفعل للمنون دونَ الريب الذي أضافهُ إليها.

إذا ذهبَ الشبابُ فبانَ منهُ ... فليسَ لما مضي منه لقاءُ

يصبُّ إلى الحياةِ ويشتهيها ... وفي طولِ الحياةِ له عناءُ

يصبُّ: يأخذه لها صبابة؛ أي رقة. والعناءُ: المشقة.

فمنها أنْ يقادَ بهِ بعيرٌ ... ذلولٌ حين تهترشُ الضراءُ

أي فمنم المشقة؛ ذهب إلى المشقة دون العناء. أي قاد به بعيرٌ ذلول لا يفزع إذا اهترشت الكلابُ؛ أي يختارُ له بعير هذه صفته لئلا يحركه لكبره.

ومنها أن ينوء على يديه ... لينهض في تراقيه انحناء

أي يعتمد على يديه ليقوم وقد تحنت تراقيه لكبره. قال: والشيخ إذا أسن التقت ترقوتاه، يعني أنه تقرب إحداهما من الأخرى.

ويأخذه الهداجُ إذا هداهُ ... وليدُ الحيِّ في يده الرداءُ

هداه وليد الحي: قاده وأمسك بردائه من الكبر. والهداج والهدجان والهدجة والهدج: مقاربة الخطو ومداركته. قال هميان: جاءوا شماطيط وجئت هدجاً.

وينظرُ حوله فيرى بنيهِ ... حواءً حالَ دونهمُ حواءُ

الحواء: عشرة أبيات إلى الثلاثين. يقول: يكثرون حوله، لأنه قد أسنَّ.

ويحلفُ حلفةً لبني أبيه ... لأنتم معطشونَ وهمْ رواءُ

يروى: لبني بنيه. يقول: يختلط ويخرف فيخلطُ في كلامه. والمعطش: الذي دوابه عطاش. وكذلك المهزل: الذي دوابه مهازيل. والمغد: الذي بدوابه الغدة. وكذلك المصبح، والممرض.

قال: يقول لهم إبلكم وشاؤكم عطاش، وهي رواءٌ.

<<  <  ج: ص:  >  >>