للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

ويأمر بالركابِ فلا تعشى ... إذا أمسى وإن قربَ العشاءُ

يقول: احبسوها عن العشاءِ؛ وهذا من اختلاطه.

تقولُ له الظعينةُ أغنِ عنِّي ... بعيركَ حينَ ليس بهِ غناءُ

لا غناءَ عنده لضعفه فلا يقوَى على حبس البعير.

ألاَ أبلغْ بني عوفِ بن كعبٍ ... فهل حيٌّ على خلق سواءُ

يقول: أرى أخلاقكم مختلفة؛ فقد فضلكم هؤلاء.

عطاردها وبهدلةَ بن عوف ... فهل يشفي صدوركمُ الشفاءُ

يقول: هل يشفي صدوركم أن أبين لكم القصة؛ أي أبين لكم ما فعل بي.

ألمْ أكُ نائياً فدعوتموني ... فجاء بي المواعدُ والدعاءُ

ألمْ أكُ جاركم فتركتموني ... لكلبي في دياركمُ عواءُ

وآنيتُ العشاَء إلى سهيل ... أو الشعرى فطال بي الأناء

آنيت إيناءً: انتظرت وتمكثت. والأناءُ: الاسم؛ أي طال تمكثي وانتظاري لخيركم.

ألمْ أكُ جاركم ويكونَ بيني ... وبينكمُ المودةُ والإخاءُ

ولما أنْ أتيتكمُ أبيتمْ ... وشرُّ مواطنِ الحسبِ الإباءُ

ولمَّا أَنْ أتيتُهمُ حبوني ... وفيكمُ كان لو شئتمْ حباءُ

ولمَّا أنْ مدحتُ القومَ قلتُم ... هجوت، وهل يحلُّ لي الهجاءُ

فلم أشئتمْ لكمْ حسباً ولكنْ ... حدوت بحيث يستمعُ الحداءُ

حدوت: رفعت صوتي بمدحهم.

فلا وأبيكَ ما ظلمتْ قريعٌ ... بأن يبنوا المكارمَ حيث شاءوا

يقال للرجل: ما ظلم أن أشبهَ أباه، وليس منْ تظالم الناس؛ إنما هو مثل ظلم السقاء، ومظلوم التراب.

ولا وأبيكَ ما ظلمتْ قريعٌ ... ولا عنفوا بذاك ولا أساءوا

ما عنفوا بذاك: أي بالأمر الذي كسبوا به المحامد.

بعثرةِ جارهمْ أن ينعشوها ... فيغبر بعدها نعمٌ وشاءُ

يقول: يعطونه عطيةً ينجبر بها وتذهب مصيبته، فيبقى له مالٌ بعدُ من إبلٍ وشاءٍ.

<<  <  ج: ص:  >  >>