للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

بسم الله الرحمن الرحيم

[قصيدة لقيط بن يعمر]

قال لقيط بن يعمر الإيادي ينذر قومه غزو كسرى إياهم، وكان لقيط كاتباً في ديوان كسرى؛ فلما رآه مجمعاً على غزو إياد كتب إليهم بهذا الشعر؛ فوق الكتاب بيد كسرى، فقطع لسان لقيط، وغزا إياداً:

يا دارَ عمرةَ منْ محتلِّهَا الجرعَا ... هاجَتْ لي الهمَّ والأحزانَ والوجعَا

الجرَع، والأجْرَع، والجرعاءُ: الرملة لا تنبت.

تامتْ فؤادي بذاتِ الجزعِ خرْعَبَةٌ ... مرت تريدُ بذاتِ العذبةِ البيعَا

تامتْ تيمتْ؛ أي عبدتْ وذللتْ. ومنه تيم الله، كأنه عبد الله. الجزع: منعطف الوادي. والخرعبة: الشابة الحسنة القوام.

بمقلتي خاذلٍ أدماَء طاعَ لها ... نبتُ الرياضِ تزجى وسطهُ ذرعَا

الذرع: ولد البقرة الوحشية.

وواضح أشنبِ الأنيابِ ذي أشرٍ ... كالأقحوانِ إذا ما نوره لمعا

الشنب: دقة في الأسنان. والأشر: حسن الأسنان وحدة أطرافها.

جرت لما بيننَا حبلَ الشموسِ فلا ... يأساً مبيناً أرى منها ولا طمعَا

الشموس من الدوابّ: الذي لا يكادُ يستقر. شمس يشمس شموسا.

فما أزالُ على شحطٍ يؤرقني ... طيفٌ تعمد رحلي حيثما وضعا

<<  <  ج: ص:  >  >>