للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يا آل بكرٍ ألا للهِ أمكم ... طال الثواءُ وثوبُ العجزِ ملبوسُ

أغنيتُ شأني فأغنوا اليومَ شأنكمُ ... واستحمقوا في ذكاءِ الحرب أو كيسوا

إن العلافَ ومنْ باللوذِ من حضن ... لما رأوا أنه دينٌ خلابيس

قيل علاف هو ربان بن جرم بن حلوان. خلابيس اختلاط وغدر وفساد ليس بتام. وبرق خلابيس: لا مطر معه. وخلق خلابيس: إذا كان على غير استقامة، على المكر والخديعة.

ردوا عليهم جمال الحي فاحتملوا ... والضيم ينكره القوم المكاييس

يروى: شدوا الرحال على بزلٍ مخيسة.

ويروى:

شدوا الجمالَ بأكوارٍ على عجلٍ ... والظلمُ ينكرهُ القومُ الأكاييسُ

الأكوار والكيران: الرحال، واحدها كور. أبو عبيدة: هو الرحل بأداته. وواحد المكاييس مكياس؛ وهو الذي لا يزال يجيء بالكيس. والبزل: جمع بازل؛ وهو الذي أتى عليه تسع سنين. يقال: جملٌ بازلٌ وناقة بازل؛ سمي بازلاً لأن نابه بزل اللحم فخرج. مخيسة: مذللة. ولا يقال للصغير مخيسٌ، وإنما يقال ذلك للمسن.

كونوا كسامة إذ شعفٌ منازله ... ثم استمرتْ به البزلُ القناعيسُ

سامة بن لؤيّ بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر. قال الأصمعي: لما غاضب سامةُ بن لؤي قومه رحل إلى عمان، وكان أبي الضيم ونزل بكبكب، وهو الجبل الآخر وراء عرفة، فمضى كراهية الظلم. وشعفة الجبل: أعلاه.

قال ابن الكلبي: كان سبب خروج سامة إلى عمان أنه فقأ عين ابن عامر بن لؤي؛ وذلك أنه ظلم جاراً له فغضب عامر وكان شرساً، فخاف سامة أن يقع شرٌ فرحل عنهما، وأتى عمان فتزوج ناجية بنت جرم بن ربان. وربان علاف بن حلوان، فنهشته حية فمات.

وذلك أن ناقته تناولت رمثةً، فعلقت بمشفرها أفعى فاحتكتْ بالغرز، فنهشت ساق سامة؛ فسقطا ميتين؛ فقال شاعرهم:

عينُ بكي لسامةَ بنِ لؤي ... علقتْ ما بسامة العلاقهْ

لا أرى مثل سامةَ بنْ لؤي ... حملتْ حتفه إليه الناقهْ

والقناعيس: الشداد. الواحد قنعاس.

حنتْ قلوصي بها والليل مطرقٌ ... بعد الهدوء وشاقتها النواقيس.

بها: أي بالعراق إلى الشام؛ لأن بها غسان، وهم نصارى. والحنين: أن يمد البعير صوته طرباً إلى إلف أو وطن. مطرق: بعضه على بعض طرائق، يعني شدة سواده بعد الهدوء: يعني بعد ما هدأ الناس. يقال: أتيته بعد هدءٍ من الليل وهدأةٍ من الليل.

معقولة ينظر الإشراق راكبها ... كأنها من هوًى للرمل مسلوس

العقل: فوق الركبة؛ فإن عقل الركبتين جميعا قيل عقلها بثنايين. يقول: كأنها ذاهبة العقل من هواها للرمل.

ويروى: كأنها طربٌ للرملِ. ويروى: ينظر التشريق؛ أي أيام التشريق؛ أي يرمي الجمار، ثم يأتي الشام. والأول أصح.

<<  <  ج: ص:  >  >>