للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن ذرى علمٍ ناءٍ مسافته ... كأنه في حبابِ الماءِ مغموسُ

جاوزته بأمونٍ ذاتِ معجمة ... تهوي بكلكلها والرأسُ معكوسُ

[قصيدة لطرفة بن العبد]

وقال طرفة بن العبد بن سفيان بن سعد بن مالك ابن ضبيعة بن قيس بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي ابن بكر بن وائل:

أصحوتَ اليومَ أم شاقتكَ هر ... ومن الحبِّ جنونٌ مستعرْ

شاقتك: أخذك لها شوق. ومستعر: ملتهب.

أرقَ العينَ خيالٌ لم يقر ... طافَ والركبُ بصحراءِ يسرْ

يروى: بصحراءِ أسر، عن أبي عبيدة. لم يقر: لم يتدع ويستقر.

لا يكنْ حبكِ داءً داخلاً ... ليس هذا منكِ ماويَّ بحرْ

بِحُرّ: بحسنٍ جميل. شبهه بالحر في عتقه وحسنه. يقول: هذا منك أمر هجين.

كيفَ أرجو حبها من بعدِ ما ... علقَ القلبُ بنصب مستسر

نصب: عناء مستسرّ: مكتتم داخل القلب.

تقطعُ القومَ إلى أرحلنا ... آخرَ الليلِ بيعفورٍ خدرْ

خدر: فاتر العظام والبدن؛ أي تقطع إلينا بمثل ظبي في ملاحته وحسنه. وإنما عناها نفسها. واليعفور من الظباء: الذي في عنقه قصر. وصيره في آخر الليلِ؛ لأن التعريس يكون آخر الليل.

قال الأصمعي: قيل لرجل أسرع في سيره: كيف كان سيرك؟ قال: كنت آكل الوجبة، وأنجو الوقعة، وأعرس إذا نجرت، وارتحل إذا أسفرت، وأسير الوضع، وأجتنب الملع، فجئتكم لمسي سبع.

الوجبة: أكلة في اليوم. والوقعة: قضاء الحاجة. مرة في اليوم والليلة: ضرب من السير دون الجهد. والملع: السير الشديد.

ثم زارتني وصحبي هجعٌ ... في خليطينِ لبردٍ ونمرْ

في خليطين: في قومين مختلطين. الأصمعي: برد: قبيلة من إياد. والنمر بن قاسط. أبو عبيدة: في خليط بين برد ونمر، أي هي في ثوبين.

<<  <  ج: ص:  >  >>