للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أبوه وأمه، ويكفله جده وعمه، وقد ولدناه مراراً، والله باعثه جهاراً، وجاعل له منا أنصاراً، ويعز الله بهم أولياءه، ويذل بهم أعدائه، ويضربون الناس دونه عن عرض، وسيفتح لهم كرائم الأرض. يعبد الرحمن، ويزجر الشيطان، ويكسر الأوثان، ويخمد النيران. وقوله فصل، وحكمه عدل، يأمر بالمعروف ويفعله، وينهى عن المنكر ويبطله. ويقول الحق، وينطق بالصدق. قال فخر عبد المطلب لله ساجداً. فقال له الملك: ارفع رأسك، فقد ثلج صدرك، وعلا كعبك، وارتفعت مرتبتك، وقرت عينك، هل أحسست من أمره شيئاً، أو رأيت أثراً يا عبد المطلب؟ قال: نعم، يا أيّها الملك، كان لي أبن، وكنت به معجباً وعلبه حدباً رفيقا، من شدة حبي إياه، وإكرامي به، زوجته كريمة من كرائم قومي، اسمها أمنه بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة، فجاءت بغلام سميته محمّداً، مات أبوه وأمه، وكفلته أنا وعم، بين كتفيه علامة، أو قال شامة، وفيه كل ما ذكرت من العلامة

قال له سيف بن ذي يزن: والبيت ذي الحجب، والعلامات على النصب، انك لجده يا عبد المطلب، قول صدق غير كذب، وإنَّ الذي نطقت به كما قلت لك، فاحتفظ

بابنك، وأحذر عليه من اليهود، فإنهم له عدو، ولن يجعل الله لهم عليه سبيلا. واطو ما ذكرت لك دون هؤلاء الرهط الذين معك، فإني لست آمن أنَّ تدخلهم النفاسة من أنَّ تكون لك الرئاسة، فيبتغون لك الغوائل، وينصبون لم الحبائل، وهم فاعلون د أو أبناؤهم، فكن على حذر منهم، ولولا أنَّ الموت مجتاحي قبل مبعثه لصرت بخيلي، حتى استحكم أمره، وأهل نصرته منها، وموضع قبره فيها، ولولا إني أخاف عليه الرزايا، واتقي عليه الآفات وأخشى عليه العاهات، لأوطأت أسنان العرب كعبه، ولا علنت

<<  <   >  >>