للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقالت الدكتورة "ايلين" أن التجارب أثبتت أن عودة المرأة الى الحريم، هو الطريقة الوحيدة لانقاذ الجيل الجديد من التدهور الذي يسير فيه،

ثم قال علي أمين: ولا شك أن غياب الأم عن بيتها قد أثر تأثيراً خطيراً على النشء الحديث، وهدم التقاليد التي كانت تعتمد عليها الاسرة ولكن هل معنى هذا أن تعود المرأة الى سجنها القديم؟ وهل يمكن للمرأة التي ذاقت طعم الحياة العامة "ان تعود المرأة الى المطبخ؟ وتقضي وقتها في تقشير البطاطس وجلي الصحون (١)؟ ".

أقول: بعد الاعتراف بخطورة مغادرة المرأة بيتها للعمل، على الاسرة والمجتمع، أي معنى يبقى لاستنكار عودتها الى المطبخ؟ ان الاعتراف السابق هو حكم العقل، والتساؤل الاخير هو ايحاء العاطفة؟ والمجتمعات لا تبنى على العواطف الهوجاء! ..

ثم من الذي قال: إن عمل المرأة في بيتها هو تقشير البطاطس وغسل الصحون؟ لو كان الأمر كذلك لأغنى عنها أي طباخ أو طباخة؟ أهكذا تُسِفّون برسالة المرأة الى هذا الحد؟ هل الخطر الذي تعترفون به على الاسرة والمجتمع، هو عدم وجود امرأة في البيت تقشر البطاطا وتغسل الصحون؟ أم هو عدم وجود زوجة تشرف على البيت، وأم تعنى بتربية الأطفال؟

ثم أي عاقل يعرف خطورة رسالة المرأة في البيت، يعتبر تفرغها لأداء هذا الواجب سجناً؟ فلم لا نقول ان الموظف الممنوع من ترك وظيفته ليعمل ويكتسب يعتبر في ديوانه في الوظيفة سجيناً؟!

ونشرت جريدة الأهرام تحت عنوان "مع المرأة" وتحررها سيدة:

إنهم في انجلترا طعنوا في المرأة العاملة في أنوثتها، بعد أن عجزوا عن ردها عن العمل، واقاموا استفتاء بين عدد كبير من الرجال من مختلف الطبقات لمعرفة رأيهم في أهم الصفات التي تعبر عن أنوثة المرأة، وادعوا ان نتيجة الاستفتاء كانت كالآتي:

١ - طبقة العمال قالت: ان الانوثة تبرز في الفتاة التي تتدلل وتمتنع في


(١) من كتاب "الاسلام والاسرة" للاستاذ معوض عوض ابراهيم.

<<  <   >  >>