للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[قصة إبراهيم عليه السلام]

بعدها قال الله: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءاً ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْياً وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [البقرة:٢٦٠] إبراهيم ما شك يا إخوان! أضرب لكم مثالاً: يأتي الشيخ محمد التويجري حفظه الله ويقول: ابني نجح في المتوسطة وحصل على (٩٩%) وهذه الشهادة يا شيخ، انظر في الشهادة ما شاء الله (٩٩%) أقول: ما شاء الله، انظروا إلى

السؤال

أقول: يا شيخ محمد! كيف حصل ولدك على هذه الدرجة؟ هل أنا بهذا السؤال أنكر على أنه حصل على (٩٩%)؟ لا أنكر، ولكنني أسأل عن كيفية حصوله على هذه الدرجة؛ فإبراهيم ما أنكر وإنما قال: كيف تحيي الموتى؟ قال: أولم تؤمن؟ قال: بلى ولكن ليطمئن قلبي، يريد أن ينتقل من حالة علم اليقين إلى عين اليقين، هلاّ جمعت أربعة من الطيور يا إبراهيم! وجمع إبراهيم الطيور، قال: اذبح واقطع واخلط العظم مع الريش، سبحان الله! وضع على جبل كوم من اللحم، وكوم من العظم، وكوم من الريش: {فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ} [البقرة:٢٦٠] علم الطيور واعرف: {ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءاً} [البقرة:٢٦٠] قف يا إبراهيم! وناد على الطيور هذه: {ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْياً} [البقرة:٢٦٠] قف يا إبراهيم! وناد.

ما هي أنواع الطيور يا إخوان؟! لأن كثيراً من الإخوة يتوقفون، هل كان معه حمام أو هدهد؟ أو ماذا؟ الله أعلم! ما سكت القرآن عنه لا حاجة لنا في أن نسأل عنه.

وأذكر مرة أن شخصاً سألني فقال لي: النملة التي كلمت سيدنا سليمان كانت ذكراً أم أنثى؟ فقلت له: أنت مالك ولها.

وشخص آخر يسألني يقول لي: يا شيخ! قلت له: نعم.

قال: كلب أصحاب الكهف ماذا كان اسمه؟ قلت له: اسمه عنتر، الاسم ليس فيه مشكلة.

فهذه أسئلة كما قال علماؤنا عنها: علمٌ لا ينفع، وجهلٌ لا يضر، أياً كان نوع الطيور، المهم العبرة.

{ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْياً} [البقرة:٢٦٠] وانظر -أيها الحبيب- ربنا ما قال: يأتينك طيراناً؛ لأنه لو قال طيراناً لربما قال: هذا طيرٌ من طيور السماء، لكن قال: سعياً حتى يتأكد إبراهيم بعينيه وهو يرى الطيور تحيا بأمر الله، وتأتيه بأمر الله الذي يقول للشيء كن فيكون!! قدرة الله لا تحدها حدود.

قل للطبيب تخطفته يدُ الردى من يا طبيب بطبه أرداك

قل للمريض نجا وعوفي بعدما عجزت فنون الطب من عافاكا

قل للصحيح يموت لا من علةٍ من يا صحيح بالمنايا دهاكا

بل سائل الأعمى خطا وسط الزحام بلا اصطدام من يقود خطاكا

وسلِ البصير وكان يحذر حفرةً فهوى بها من ذا الذي أهواكا

وسل الجنين يعيش معزولاً بلا راعٍ ومرعى ما الذي يرعاكا

وسل الوليد بكى وأجهش بالبكاء عند الولادة ما الذي أبكاكا

وإذ ترى الثعبان ينفث سمه فاسأله من ذا بالسموم حشاكا

واسأله كيف تعيش يا ثعبان أو تحيا وهذا السم يملأ فاكا

واسأل بطون النحل كيف تقاطرت شهداً وقل للشهد من حلاكا

بل سائل اللبن المصفى كان بين دمٍ وفرثٍ ما الذي صفاكا

من يا إخوان؟! إنه الله جل وعلا.

<<  <  ج: ص:  >  >>