للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[٨ - الصبر والشكر]

فلما كان الإيمان نصفين فنصف صبر ونصف شكر، كان حقيقاً على من نصح نفسه وأحب نجاتها وآثر سعادتنها أن لايهمل هذين الأصلين العظيمين، وأن يجعل سيره إلى الله عز وجل فى هذين الطريقين القاصدين، ليجعله الله يوم القيامة مع خير الفريقين.

[أ - الصبر]

[فضائله:]

أن الله سبحانه جعل الصبر جواداً لايكبو، وصارماً لاينبو، وجنداً غالباً لايهزم، وحصناً حصيناً لايهدم، فهو والنصر أخوان شقيقان، وقد مدح الله عز وجل فى كتابه الصابرين، وأخبر أنه يؤتيهم أجرهم بغير حساب، وأخبر أنه معهم بهدايته ونصره العزيز، وفتحه المبين، فقال تعالى: {وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} (الأنفال: من الآية ٤٦)

فظفر الصابرون بهذه المعية بخير الدنيا والآخرة، ففازوا بها ينعمه الباطنة والظاهرة، وجعل سبحانه الإمامة فى الدين منوطة بالصبر واليقين فقال تعالى - وبقوله اهتدى المهتدون:: {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ} (السجدة: الآية ٢٤)

وأخبر تعالى أن الصبر خيرٌ لأهله مؤكداً باليمين، فقال تعالى: {وَلَئِن صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِّلصَّابِرينَ} (النحل: من الآية ١٢٦)

وأخبر أن مع الصبر والتقوى لا يضر كيدٌ العدو ولو كان ذا تسليط،

<<  <   >  >>