للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فهذا الأمر شر، وكل هذا من البدع التي لم ترد في الشرع الحنيف.

سادسًا: جاء في الأذكار النووية (١): وروينا في كتاب الترمذي بإسناد ضعيف ضعفه الترمذي وغيره عن أبي بكر رضي اللَّه عنه أن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كان إذا أراد الأمر قال: «اللهم خر لي واختر لي». انتهى من الأذكار النووية.

وهذا - واللَّه أعلم - يمكن الاعتداد به كقول في الأشياء التي يضيق وقتها عن صلاة الاستخارة، كأن تخير بين قبول هديتين في الحال، أو أن تكون أمام دارين لمسلمين، وكل منهما يدعوك للطعام، أو أن تمر من هذا الطريق أو ذاك.

سابعًا: ذكر النووي في الأذكار: أنه (يستحب الثناء على اللَّه تعالى والصلاة على نبيه - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في أول دعاء الاستخارة وفي آخره) وقد ذكرت ذلك إتمامًا للفائدة.

ثامنًا: سئل الإمام ابن تيمية رحمه اللَّه عن دعاء الاستخارة، هل يدعو به في الصلاة، أم بعد الصلاة؟

فأجاب: يجوز الدعاء في صلاة الاستخارة وغيرها: قبل السلام، وبعده، والدعاء قبل السلام أفضل، فإن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كان أكثر دعائه قبل السلام قبل أن ينصرف، وهذا أحسن، واللَّه أعلم (٢). انتهى. والمقصود بقبل السلام أي بعد التشهد.

تنبيه:

قال علي بن أبي طالب رضي اللَّه عنه: إنما العطية بقدر النية. وعلى هذا فبقدر تجردك لله وتوكلك عليه في صلاة الاستخارة، بقدر ما يكفيك سبحانه وتعالى، ولا يظلم ربك أحدًا.

تاسعًا: جاء في «زاد المعاد» لابن القيم تعليقًا على صلاة (دعاء) الاستخارة ما يلي:

فتضمن هذا الدعاء الإقرار بوجوده سبحانه وتعالى، والإقرار بصفات كماله من كمال العلم والقدرة والإرادة، والإقرار بربوبيته، وتفويض الأمر إليه، والاستعانة به، والتوكل عليه والخروج من عُهدة نفسه، والتَّبرِّي من الحول والقوة إلا به، واعتراف العبد بعجزه عن علمه بمصلحة نفسه وقدرته عليها وإرادته لها، وأن ذلك كله بيد وليه وفاطره وإلهه الحق.

وفي «مسند» أحمد يقول - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «من سعادة ابن آدم استخارة اللَّه ورضاه بما قضى اللَّه، ومن


(١) «الأذكار النووية» بتحقيق الأرنؤوط (ص ١٠١). (قل).
(٢) «مجموع فتاوى ابن تيمية» (ج٢٣ ص: ١٧٧). ويمكنك - واللَّه أعلم - أن تدعو بدعاء الاستخارة قبل السلام إذا علمت أن هناك من يشغلك كأولادك، .... ، ..... (قل).

<<  <   >  >>