للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وهو قاعد أم لا؟ وهل فعل ذلك رياء ونفاق؟

فأجاب رحمه اللَّه: بل سجود التلاوة قائمًا أفضل منه قاعدًا، كما ذكر ذلك من ذكره من العلماء من أصحاب الشافعي وأحمد وغيرهما، وكما نقل عن عائشة، بل وكذلك سجود الشكر كما روى أبو داود في «سننه» عن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - من سجوده للشكر قائمًا.

وهذا ظاهر في الاعتبار: فإن صلاة القائم أفضل من صلاة القاعد. وقد ثبت عن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أنه كان أحيانًا يصلي قاعدًا فإذا قرب من الركوع فإنه يركع ويسجد وهو قائم، وأحيانًا يركع ويسجد وهو قاعد، فهذا قد يكون للعذر أو للجواز.

الخامسة والأربعون: قال اللَّه تعالى: {يَوْمَ لاَ يَنفَعُ مَالٌ وَلاَ بَنُونَ - إِلاَّ مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} [الشعراء: ٨٨، ٨٩]. قال ابن القيم رحمه اللَّه: ولا يتم له سلامته مطلقًا حتى يسلم من خمسة أشياء: من شرك يناقض التوحيد، وبدعة تخالف السنة، وشهوة تخالف الأمر، وغفلة تناقض الذكر، وهوى يناقض التجريد، والإخلاص يعم اهـ. من كتاب «الجواب الكافي».

السادسة والأربعون: قال ابن القيم رحمه اللَّه في كتيب «زاد المهاجر إلى ربه» مراتب الدعوة أربعة:

١ - العلم بما جاء به الرسول - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. ٢ - العمل بما جاء به الرسول - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -.

٣ - الدعوة إلى ما جاء به الرسول - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. ٤ - الصبر على ما جاء به الرسول - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -.

السابعة والأربعون: اثنان، أنصح نفسي وإياهما بالإعراض عن اللغو: الحلاق، والسائق (خاصة سائق السيارة الأجرة)، فللأول أن يضع في دكانه: «تفسير القرآن»، و «منهاج المسلم»، و «مختصر منهاج القاصدين». وللثاني أن يستمع إلى تسجيلات العلماء وشرائط القرآن.

الثامنة والأربعون: ابتعد عن الجدال وإن كنت محقًا، لقوله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «أنا زعيم بيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وهو محق» رواه الطبراني، وأبو داود والضياء وحسنه الألباني في «صحيح الجامع» وقال الأرنؤوط في «جامع الأصول»: إسناده صحيح. وجاء في «عون المعبود» (جـ١٤ ص: ١٥٢): «أنا زعيم» أي: ضامن وكفيل «ببيت». قال الخطابي: البيت هاهنا القصر، يقال: هذا بيت فلان أي: قصره «في ربض الجنة» الرَبَض بفتحتين أي: ما حولها خارجًا عنها تشبيهًا بالأبنية التي تكون حول المدن وتحت القِلاع، كذا في «النهاية»). فإن الجدال مدخل من مداخل الشيطان. وامتثل للحق ولو أمام الناس، ولا تظن أن ذلك يقلل من شأنك، بل يرفعه، وذلك حتى لا

<<  <   >  >>