للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} فأفرد التواصي بالحق والتواصي بالصبر بالذكر (١) ولم يدل (٢) ذلك على أنهما ليسا من الأعمال الصالحة.

فكذلك قوله: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} لا يدل على أن عمل الصالحات ليس بإيمان وإنما معناه أن الذين آمنوا أقل الإيمان وهو الناقل عن الكفر ثم لم يقتصروا عليه ولكنهم ضموا إليه الصالحات فعملوها حتى ارتقى إيانهم من درجة الأقل إلى الأكمل، أو نقول: إن المراد "بالذين أمنوا" الإيمان بالله وبعمل الصالحات الإيمان لله والإيمانان (٣) متغايران على ما بينا فلذلك سميا باسمن (٤) والله اعلم.

باب الدليل على (٥) أن الإيمان والإسلام على الإطلاق عبارتان عن دين واحد

قال: الله عز وجل (٦): {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَمُ} وقال (٧): {قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ} فصح أن قولنا آمنا بالله إسلام.

وقال في قصة لوط (٨): {فَأَخْرَجْنَا مَنْ كَانَ فِيهَا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ * فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ} فسماهم مرة "مؤمنين" و ومرة "مسلمين" و وإنما أراد تمييزهم عن غيرهم بأديانهم، فصح أن الإيمان والإسلام اسمان لدين واحد وإن كانت حقيقة الإسلام التسليم وحقيقة الإيمان التصديق فاختلاف الحقيقة فيهما لا يمنع من أن يجعلا اسما لدين واحد كالغيث والمطر هما اسمان لمسمى واحد وإن كان حقيقة الغيث في اللسان غير حقيقة المطر.


(١) سقطت هذه الكلمة من (ن).
(٢) في جميع النسخ "لم يدلك".
(٣) في (ن) "الإيمان".
(٤) يا (ن) "باسمان".
(٥) راجع "المنهاج" (١/ ٤٢ - ٤٣).
(٦) آل عمران (٣/ ١٩).
(٧) البقرة (٢/ ١٣٦).
(٨) الذاربات (٥١/ ٣٥ - ٣٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>