للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[٣٢٢٨] أخبرنا أبو بكر بن فورك، حدثنا عبد الله بن جعفر، حدثنا يونس بن حبيب، حدثنا أبو داود، حدثنا شعبة، أخبرني أبو جمرة، قال سمعت هلال بن حصن يقول: قدمت الدينة، فنزلت على أبي سعيد في داره، فضمني صماياه المجلس فسمعته يحدث، قال: أصابني جوع على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى شددت على بطني حجرًا، فقالت امرأتي: لو أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فسألته، فقد أتاه فلان، فسأله فأعطاه، وأتاه فلان، فسأله فأعطاه، فقلت: لا أسأله حتى لا أجد شيئًا، فالتمست فلم أجد شيئًا، فانطلقت إليه، فوافقته يخطب، فأدركت من قوله: "ومَن يستعف يعفّه الله، ومَن يسغنِ يُغنِه الله، ومَن سألنا فإمّا أن نبذُل له، وإمّا أن نُواسيه، ومَن استغنى عنّا أحبُّ إلينا ممقن سألنا".

فرجعت، فما سألت أحدًا بعده شيئًا، فجاءت الدنيا فما من أهل بيت من الأنصار أكثر أموالا منا.

[٣٢٢٩] أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق، حدثنا أبو الحسن الطرائفي، حدثنا عثمان ابن سعيد، حدثنا القعنبي فيما قرأ على مالك، عن نافع، عن عبد الله بن عمر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال- وهو على المنبر، وهو يذكر الصدقة والتعفف منها والمسالة (١) -: "اليدُ العُليا خيرٌ من اليد السفلى، واليد العليا المنفقة، واليد السفلى السائلة".


[٣٢٢٨] إسناده: حسن.
• أبو جمرة هو الضبعى، نصر بن عمران.
• هلال بن حصن، أخو بني مرة بن عباد، بصري.
ذكره ابن حبان في "ثقات التابعين" (٥/ ٥٠٤) وانظر "الجرح والتعديل" (٩/ ٧٣).
والحديث أخرجه الطيالسي في "مسنده" (ص ٢٩٣ - ٢٩٤) عن شعبة. وابن أبي شيبة في "المصنف" (٣/ ٢١١) عن غندر، عن شعبة به.
ورواه أبو يعلى في "مسنده" (٢/ ٣٦٧ - ٣٦٨ رقم ١١٢٩، ٢/ ٤٥٥ - ٤٥٦ رقم ١٢٦٧) من طريق قتادة عن هلال أخي بني مرة به.
وجاء نحوه من حديث أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي سعيد، ومن حديث سعيد المقبري عنه، أخرجهما ابن حبان في "صحيحه" (٥/ ١٦٩ رقم ٣٣٨٩، ٣٣٩٠ - الإحسان).

[٣٢٢٩] إسناده: صحيح.
(١) كذا جاء في رواية أبي داود. وعند البخاري: "وذكر الصدقة والتعفف والمسألة" بالواو. وعند مسلم من رواية قتيبة عن مالك: "والتعفف عن المسألة".
والمعنى أنه كان يحض الغني على الصدقة والفقير على التعفف عن المسألة، أو يحضه على التعفف ويذم المسألة. قاله ابن حجر في "فتح الباري" (٣/ ٢٩٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>