للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

العرب: تعلقتُ بظل جناحه: أي اعتصمتُ به، وقيل: الحقو: الإزار وإزار الله عزّ وجلّ عزّه، ومعناه أنه موصوف بالعزّ فاستعاذت الرحم بعزّ الله من القطيعة ولاذت به، و قيل: معناه: العرش.

فقد روي في هذا الخبر أنه قال: الرحم معلّقة بالعرش.

[٧٥٥٩] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرنا أحمد بن جعفر، حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، حدثنا وكيع، عن معاوية بن أبي مُزرّد المدني، عن يزيد بن رومان، عن عروة، عن عائشة (رضي الله عنها) (١) قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:" إن الرحم معلّقة بالعرش تقول: من وصلني وصله الله، ومن قطعني قطعه الله".

رواه مسلم (٢) عن أبي بكر بن أبي شيبة عن وكيع.


= استجرت به واعتصمت. وقال الحافظ في "فتح الباري" (٨/ ٥٨٠): وقال عياض: الحقو: معقد الإزار، وهو الموضع الذي يستجار به ويحتزم به على عادة العرب؛ لأنه من أحق ما يحامى عنه ويدفع، كما قالوا: نمنعه مما نمنع منه أزرنا، فاستعير ذلك مجازا للرحم في استعاذتها بالله من القطيعة، انتهى. وقد يطلق الحقو على الإزار نفسه كما في حديث أم عطية "فأعطاها حقوه فقال: أشعرنها إياه " يعني إزاره وهو المراد هنا، وهو الذي جرت العادة بالتمسك به عند الإلحاح في الاستجارة والطلب، والمعنى على هذا صحيح مع اعتقاد تنزيه الله عن الجارحة، وقال الطيبي: هذا القول مبني على الاستعارة التمثيلية كأنه مشبه حالة الرحم وما هي عليه من الافتقار إلى الصلة والذب عنها بحال مستجير يأخذ بحقو المستجار به، ثم أسند على سبيل الاستعارة التخييلية. ما هو لازم للمشبه به من القيام، فيكون قرينة مانعة عن إرادة الحقيقة ثم رشحت الاستعارة بالقول والأخذ، وبلفظ الحقو فهو استعارة أخرى انتهى قول الحافظ. قلت: قد حمل بعض العلماء الحقو على معنى معقد الإزار حقيقة كما وقع في كلام ابن حامد الحنبلي وهذا جهل بالله سبحانه وبلغة العرب، والأسف كل الأسف أن نرى من يتوهم في نفسه الجمع بين الفلسفة والتصويب والكلام يظهر منه ما لا يصدر من أقحاح المشبهة قائلا لا إن الحقو على حقيقته، والله سبحانه يتجلى في صورة الإنسان، تعالى الله عن هذه الوثنية بعد الإسلام.

[٧٥٥٩] إسناده: رجاله ثقات.
(١) ما بين القوسين ساقط من "الأصل".
(٢) في البر والصلة (٣/ ١٩٨١ رقم ١٧) عن أبي بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب معا عن وكيع به.
وهو في "المصنف" لابن أبي شيبة (٨/ ٣٤٨) ومن طريقه أخرجه المؤلف في "الأسماء والصفات" (ص ٤٦٦)، وأبو يعلى في "مسنده" (٧/ ٤٢٣ رقم ٤٤٤٦) وأخرجه وكيع في "كتاب الزهد" (رقم ٤٠٤) وعنه أحمد في "مسنده" (٦/ ٦٢) وهناد في "الزهد" (٢/ ٤٨٩ رقم ١٠٠٣) بنفس الإسناد.

<<  <  ج: ص:  >  >>