للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[٧٨٧٩] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، حدثنا الحسن بن محمد بن إسحاق، حدثنا أبو عثمان سعيد بن عثمان، قال سمعتُ ذا النون بن إبراهيم وسأله رجل: من أراد التواضع كيف السبيل إليه؟ فقال له: افهم ما ألقي إليك رحمك الله، من أراد التواضع فليوجه نفسه إلى عظمة الله فإنّها تذوب وتصغر، ومن نظر إلى سلطان الله ذهب سلطان نفسه لأن النفوس كلها حظيرة عند هيبته، ومن أشرف التواضع أن لا ينظر العبد إلى نفسه دون الله، ومعنى قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "من تواضع لله رفعه الله، يقول: من تذلل بالمسكنة والفقر إلى الله، رفعه الله بعزّ الانقطاع إليه.

[٧٨٨٠] وبهذا الإسناد قال: سمعتُ ذا النون يقول: ثلاثة من أعلام التواضع: تصغير النفس معرفة بالعيب، وتعظيم الناس حرمة للتوحيد، وقبول الحقّ والنّصيحة من كلّ أحد.

[٧٨٨١] وأخبرنا أبو سعد سعيد بن محمد بن أحمد الشعيبي، أخبرنا أبو علي الحسين بن أحمد بن موسى، حدثنا أبو أحمد محمد بن سليمان، حدثنا أبو جعفر محمد بن هارون، حدثنا أبو صالح الفرّاء-، قال سمعتُ ابن المبارك يقول: من التواضع أن تضع نفسك عند من هو دونك في نعمة الدنيا، حتّى تُعْلِمَهُ أنّه ليس لك فضل عليه لدنياك، وأن ترفع نفسك عند من هو فوقك في دنياه حتّى تُعْلِمَهُ أنّه ليس لدنياه فضل عليك. لفظ حديث أبي يوسف (١).


[٧٨٧٩] إسناده: جيد.
وهذا الأثر أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (٩/ ٣٦٨ - ٣٦٩) من طريق أحمد بن محمد بن عمر عن سعيد بن عثمان الحناط به.

[٧٨٨٠] سناده: كسابقه.
أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (٩/ ٣٦٢) من طريق أحمد بن محمد بن مصقلة عن أبي عثمان سعيد ابن عثمان به.

[٧٨٨١] إسناده: لا بأس به.
• أبو أحمد محمد بن سليمان هو ابن فارسرالدلال.
• أبو صالح الفراء هو عبوب بن موسى الأنطاكي صدوق، والأثر أخرجه ابن أبي الدنيا في "التواضع والخمول" (رقم ٨٩) عن محمد بن هارون بنفس السند.
(١) كذا في الأصل و"ن" ولا يوجد في السند أبو يوسف.

<<  <  ج: ص:  >  >>