للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

"مؤاب" تعني أنه من الأب، والثانية سمت ولدها "بني عمون" تعني أنه من قبيلتها١.


١ إن أسفار العهد القديم التي ورثها النصارى عن اليهود، تنسب لكثير من الأنبياء من الفحش والأعمال القبيحة ما يتنافى مع وضعهم الديني والاجتماعي، ويمتنع أن يصدر عنهم عقلا وشرعا وعادة. بل إنه ليتعارض مع الخلق الكريم، ولا يمكن أن يتصور وقوعه إلا من سفلة الناس. مما يدل على أن هذه الأسفار قد لعبت بها الأيدي كثيرا. ومن ذلك ما يلي:
جاء في سفر التكوين ١٩/ ٣٠ - ٣٨: وصعد لوط من صوغر، وسكن في الجبل وابنتاه معه؛ لأنه خاف أن يسكن صوغر، فسكن في المغارة هو وابنتاه. وقالت البكر للصغيرة: أبونا قد شاخ، وليس في الأرض رجل ليدخل علينا كعادة كل الأرض، هلم نسقي أبانا خمرا ونضطجع معه، فنحيي من أبينا نسلا. فسقتا أباهما خمرا في تلك الليلة. ودخلت البكر، واضطجعت مع أبيها. ولم يعلم باضطجاعها ولا بقيامها. وحدث في الغد أن البكر قالت للصغيرة: إني قد اضطجعت البارحة مع أبي. نسقيه خمرا الليلة أيضا، فادخلي اضطجعي معه، فنحيي من أبينا نسلا. فسقتا أباهما خمرا في تلك الليلة أيضا. وقامت الصغيرة واضطجعت معه. ولم يعلم باضطجاعها ولا بقيامها. فحبلت ابنتا لوط من أبيهما، فولدت البكر ابنا، ودعت اسمه مؤاب. وهو أبو المؤابيين إلى اليوم. والصغيرة أيضا ولدت ابنا، ودعت اسمه بن عمي، وهو أبو بني عمون إلى اليوم. اهـ.
وعوبيد جد داود، واسم أمه راعوث كما في إنجيل متى ١/ ٥ - ٦، وراعوث مؤابيه. فهي من جدات سليمان وعيسى -عليهما السلام- ورحبعام بن سليمان من أجداد عيسى -عليه السلام- كما في إنجيل متى ١/ ٧ - ١٦، واسم أمه نعمة العمونية كما في سفر الملوك الأول ١٤/ ٢١. فراعوث المؤابية جدة داود وسليمان وعيسى -عليهم السلام- ونعمة العمونية جدة عيسى -عليه السلام- على حد زعم أهل الكتاب.

<<  <   >  >>