وأما الفريق الثاني الذين ضعفوه فقالوا: هذا الحديث معروف بحسين بن علي الحعفي، حدث به عن عبدالرحمَن بن يزيد بن جابر عن أبي الأشعث الصنعاني عن أوس بن أوس، قالوا: ومن نظر ظاهر هذا الإسناد لم يرتب في صحته، لثقة رواته وشهرتهم وقبول الأئمة أحاديثهم واحتجاجهم بها وحدث بهذا الحديث عن حسين الجعفي جماعة من النبلاء، قالوا: وعلته: أن حسين بن علي الجعفي لم يسمع من عبدالرحمَن بن يزيد بن جابر، وإنما سمع من عبدالرحمَن بن يزيد بن تميم وعبدالرحمَن بن يزيد بن تميم لا يحتج به فلما حدث به حسين الجعفي غلط في اسم الجد، فقال: ابن جابر: وقد بين ذلك الحفاظ ونبهوا عليه.
قال البخاري في التاريخ الكبير: عبدالرحمَن بن يزيد بن تميم السلمي الشامي عن مكحول سمع منه الوليد بن مسلم، عنده مناكير، ويقال: هو الذي روى عنه أهل الكوفة: أبو أسامة وحسين فقالوا عبدالرحمَن بن يزيد بن جابر وابن تميم أصح وقال عبدالرحمَن بن أبي حاتم: سألت أبي عبدالرحمَن بن يزيد بن تميم؟ فقال عنده مناكير، يقال: هو الذي روى عنه أبو أسامة وحسين الجعفي وقالا: هو ابن يزيد بن جابر، وغلطا في نسبه ويزيد بن تميم أصح، وهو ضعيف الحديث. وقال أبو بكر الخطيب: روى الكوفيون أحاديث عبدالرحمَن بن يزيد بن تميم عن عبدالرحمَن بن يزيد بن جابر، ووهموا في ذلك، والحمل عليهم في تلك الأحاديث. وقال موسى بن هارون الحافظ: روى أبو أسامة عن عبدالرحمَن بن يزيد بن جابر، وكان ذلك وهما منه، هو لم يلق عبدالرحمَن بن يزيد بن جابر وإنما لقي عبدالرحمَن بن يزيد بن تميم، فظن أنه ابن جابر، وابن جابر ثقة، وابن تميم ضعيف، قالوا: وقد أشار غير واحد من الحفاظ إلى ما ذكره هؤلاء الأئمة.
قال الإمام بن أبي حاتم في العلل:
علل الحديث ج:1 ص:196
565 سمعت أبي يقول عبد الرحمن بن يزيد بن جابر لا أعلم أحدا من أهل العراق يحدث عنه والذي عندي أن الذي يروي عنه أبو أسامة وحسين الجعفي واحد وهو عبد الرحمن بن يزيد بن تميم لأن أبا أسامة روى عن عبد الرحمن بن يزيد عن القسم عن أبي أمامة خمسة أحاديث أو ستة أحاديث منكرة لا يحتمل أن يحدث عبد الرحمن ابن يزيد بن جابر مثله ولا أعلم أحدا من أهل الشام روى عن ابن جابر من هذه الاحاديث شيئا وأما حسين الجعفي فانه روى عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عن أبي الاشعث عن أوس بن أوس عن النبي في يوم الجمعة أنه قال أفضل الايام يوم الجمعة فيه الصعقة وفيه النفحة وفيه كذا وهو حديث منكر لا أعلم أحدا رواه غير حسين الجعفي وأما عبد الرحمن بن يزيد بن تميم فهو ضعيف الحديث وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر ثقة
وقال الحافظ بن رجب الحنبلي في شرحه لعلل الترمذي:
في باب: ذكر من حدث عن ضعيف وسماه باسم ثقة
وكذلك روى حسين الحعفي:
عن ابن جابر عن أبي الأشعث عن أوس عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم حديث ((أكثروا علي من الصلاة يوم الجمعة ... )) الحديث، فقالت طائفة: ((هو حديث منكر، وحسين الجعفي سمع من عبد الرحمن بن يزيد بن تميم الشامي، وروى عنه أحاديث منكرة فغلط في نسبته)).
وممن ذكر ذلك البخاري، وأبو زرعة، وأبو حاتم، وأبو داود، وابن حبان، وغيرهم؛ وأنكر ذلك آخرون وقالوا: ((الذي سمع منه حسين هو ابن جابر)).
قال العجلي: ((سمع من ابن جابر حديثين في الجمعة)).
وكذا أنكر الدار قطني على من قال: إن حسيناً سمع من ابن تميم، وقال: ((إنما سمع من ابن جابر، قال: والذي سمع من ابن تميم هو أبو أسامة، وغلط في اسم جده، فقال ابن جابر، وهو ابن تميم))
وقد ذكرنا هذا الحديث والكلام عليه في أول كتاب الجمعة. وقد استنكر البخاري روايات الكوفيين جملة عن ابن جابر.
قال الترمذي في علله قال البخاري: ((أهل الكوفة يروون عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر أحاديث مناكير، وإنما أرادوا عندي عبد الرحمن بن يزيد بن تميم، وهو منكر الحديث، وهو بأحاديثه أشبه منه بأحاديث عبد الرحمن بن يزيد بن جابر)).
وقال الألباني في تعليقه علي صحيح سنن أبو داود (الأم):
962 - عن أوس بن أوس قال: قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
" إن مِنْ أفضل أيامكم يومَ الجمعة؛ فيه خُلِقَ آدم، وفيه قُبِض، وفيه
النَّفخة، وفيه الصعقة، فأكثروا علي من الصلاة فيه؛ فإن صلاتكم
معروضة علي ".
¥