[التقوية بالضعيف, وكلام الحافظ ابن حجر رحمه الله]
ـ[عبدالناصرعبداللطيف]ــــــــ[13 - 02 - 08, 04:45 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ما المراد من قول الحافظ فى النزهة:
(ومَتى تُوبِعَ السَّيِّءُ الحِفْظِ بِمُعْتَبَرٍ)؛ أي كأَنْ يكونَ فوقَهُ أَو مِثْلَه لا دُونَه
فقال رحمه الله:
(ومَتى تُوبِعَ السَّيِّءُ الحِفْظِ بِمُعْتَبَرٍ)؛ أي كأَنْ يكونَ فوقَهُ أَو مِثْلَه لا دُونَه .......... فإِذا جاءَتْ مِنَ المُعْتَبَرينَ روايةٌ مُوافِقةٌ لأحدِهِم؛ رُجِّحَ أَحدُ الجانِبينِ مِن الاحْتِمالينِ المَذكورَيْنِ، ودلَّ ذلك على أَنَّ الحَديثَ مَحْفوظٌ، فارْتَقى مِن درَجَةِ التوقُّفِ إِلى دَرَجَةِ القَبولِ، واللهُ أَعلمُ.
ومعَ ارْتِقائِهِ إِلى دَرَجَةِ القَبولِ؛ فهُو مُنْحَطٌّ عنْ رُتْبَةِ الحَسَنِ لذاتِه، ورُبَّما توقَّفَ بعضُهم عنْ إِطلاقِ اسمِ الحَسَنِ عليهِ.
أقول:
أولا:
ما المراد من هذا: كأَنْ يكونَ فوقَهُ أَو مِثْلَه لا دُونَه؟
ثانيا:
قوله: "فإِذا جاءَتْ مِنَ المُعْتَبَرينَ روايةٌ مُوافِقةٌ لأحدِهِم"
سيء الحفظ لا يعتبر به فكيف يعتبر بمثله؟ أليس هذا يفضى إلى الدوران؟
وقال عبدالله التونكوي الهندي فى حاشيته على النزهة:
" لعل المراد (بالمعتبر) هو الراوي الذي حصل بالتتبع والإعتبار لا المعني المتعارف فلا إشكال فى قوله (كأن يكون فوقه أو مثله) ووجه الإشكال أن المثل كيف يكون معتبرا منه." اهـ
أقول: هذا مشكل لأن الأدون ايضا يحصل بالاعتبار, فما وجه إخراجه إذا؟
ثالثا:
إذا توبع المتروك بمثله ولو بمأة طرق فلا يعتبر بهم , و سيء الحفظ قد يكون متروكا.
مثلا: قيس بن الربيع:
قال ابن حبان: تتبعت حديثه فرأيته صادقا إلا أنه لما كبر ساء حفظه فيدخل عليه ابنه فيحدث منه ثقة به فوقعت المناكير في روايته فاستحق المجانبة.
فكان فى أول أمره ثقة حسن الحديث حجة روى عنه شعبة وغيره ثم طراء عليه سوء الحفظ إما بسبب السن ـ كما قال ابن حبان ـ وإما بسبب القضاء وأضاف إليهما فساد إبنه عليه فترك الناس حديثه وضعفوه.
رابعا:
ذكر المناوي عن الشيخ قاسم:
" المراد بقوله فوقه أو مثله أي في الدرجة من السند"اهـ لا في الصفة.
وقال علي القاري رحمه الله:
"والظاهر أن المراد بالفوقية والمثلية هنا في الصفة لا في السند لأنه على تقدير ما يقوله التلميذ لا يصح كلام الشيخ انتقل بسبب ذلك إلى درجة ذلك الشخص فتدبر مع أنه لا منع من الجمع".
أقول: وهذا هو المتجه لأن سيئ الحفظ فى المرتبة الأولى من مراتب الجرح عندهم وحديثهم يكتب وينظر للإعتبار, فعند المتابعة يرتقى من درجة التوقف إلى درجة القبول. والله أعلم
خامسا:
قيل أن العلائي رحمه الله يرى التقوية بالضعيف؟