له في البخاري حديثان فقط أخرج مسلم أحدهما هو حديث جابر في السلام على المصلي، وأبو داود، والترمذي، والاَخر وهو حديث جابر: «خمروا الاَنية»، وابن ماجة حديثان حديث أنس طلب العلم فريضة.
قلت:
وقال ابن سعد: كان ثقة إن شاء الله.
وقال ابن عدي: ليس في حديثه شيء من المنكر.
وقال الأثرم: سئل أبو عبد اللّه عن كثير بن شنظير هو صحيح الحديث، أو قيل: ثبت الحديث، قال: لا، ثم قال كلاماً معناه يكتب حديثه.
وقال الساجي: صدوق، وفيه بعض الضعف ليس بذاك، ويحتمل لصدقه.
وقال الحاكم: قول ابن معين فيه ليس بشيء هذا يقوله ابن معين إذا ذكر له الشيخ من الرواة يقل حديثه، ربما قال فيه: ليس بشيء يعني لم يسند من الحديث ما يشتغل به.
وقال البزار: ليس به بأس.
وقال ابن حزم: ضعيف جداً).
انتهى كلام ابن حجر.
فهذا الراوي كما ترى مختلف فيه بين علماء الجرح والتعديل، وقد اختلف فيه كذلك كلام ابن معين، فالقول أن ابن معين اختلف فيه كلامه – كسائر الذين اختلف كلامه فيهم - أولى من تأويل بعض كلامه بما هو خارج عن طريقة الاصطلاح ومخالف لأصل المحدثين في الكلام على الرواة، ولا سيما أن كلمته الأخرى (صالح) ليست بعيدة عن التجريح بل عدها بعض العلماء تلييناً وهو الظاهر، بل عدها بعضهم إذا قالها ابن أبي حاتم أو أبوه تجريحاً فلعل من قال ذلك يقول إنها كذلك في كلام ابن معين أو في كلام عامة العلماء أو جمهورهم.
ثم إن هذا الرجل ليس مقلاً جداً كما مر بك، ثم إن الحاكم لم يذكر مستنده فيما ادعاه، والحاكم – وإن كان من كبار أهل الحديث – ولكنه ليس من أهل الغوص على المعاني الدقيقة المحققين لصغار تفاصيلها وضيقات فروعها.
وأما ابن حجر فإنه يتراءى لي أنه استأنس بهذه الكلمة استئناساً ولم يحتج بها احتجاجاً، وأنه تساهل في نقلها لحاجته إليها، ذاك لأن المعروف من عادة ابن حجر أنه إذا نقل شيئاً يرتضيه فإنه يصرح بإقراره وموافقته ولا سيما في الفصل التاسع من مقدمة الفتح؛ فإنه فيه قائم مقام المدافع عن رجال الامام البخاري.
وأما كلمة ابن القطان هذه فإنه اقتصر على نقلها عنه ونسبتها إليه، لم يزد على ذلك شيئاً، ولأن صنيع ابن حجر في كتبه غير موافق لهذا الأصل الذي نقله عن ابن القطان.
وأما من قالها بعد ابن حجر فمستند على تلك الكلمة غير متفرغ لتحقيق الحق في المسألة، والله أعلم.
وقال المنذري في جزء له أجاب فيه على مسائل في الجرح والتعديل (ص55):
(وأما قولهم: فلان ليس بشيء ويقولون مرة: ليس حديثه بشيء؛ فهذا ينظر فيه، فإن كان الذي قيل فيه هذا قد وثقه غير هذا القائل واحتج به فيحتمل أن يكون قوله محمولاً على أنه ليس حديثه بشيء يحتج به بل يكون حديثه عنده يكتب للاعتبار والاستشهاد وغير ذلك؛ وإن كان الذي قيل فيه ذلك مشهوراً بالضعف ولم يوجد من الأئمة من يحسن أمره فيكون محمولاً على أنه حديثه ليس بشيء يحتج [به] ولا يعتبر به ولا يستشهد به؛ ويلتحق هذا بالمتروك والله عز وجل أعلم).
تكميل:
قال الحاكم في سلم بن زرير كما في (تهذيب التهذيب) (4/ 130):
(أخرجه محمد [يعني البخاري] في الأصول، ومسلم في الشواهد، وضعفه يحيى بن معين لقلة اشتغاله بالحديث، وقد حدث بأحاديث مستقيمة).
كلمة الحاكم هذه في سلم بن زرير لا دخل لها بما نحن فيه، وإنما ذكرتها لأذكر وجهها بحسب ما ظهر لي ولأدفع ما قد يُظن من أنها مؤيدة لمذهب الحاكم وابن القطان الذي نحن في صدد مناقشته.
لم يقل الحاكم في سلم أن ابن معين قال فيه (ضعيف) وأنه يريد بذلك قلة اشتغاله بالحديث، وإنما قال إن ابن معين ضعفه لقلة اشتغاله بالحديث، وظاهر أن ذلك مما ليس نحن بصدد الكلام فيه.
ولكن عبارة الحاكم هذه لا بد من توجيهها التوجيه اللائق فانه لمن البعيد المستغرب أن يضعف إمام الجرح والتعديل أحداً من الرواة لمجرد قلة روايته، ومتى كانت قلة الحديث عند العلماء سبباً للطعن في المقلين؟ ولقد وثق ابن معين وأقرانه وتلامذته وغيرهم من الائمة مئات من المقلين. فلعل الحاكم أراد بقوله هذا أن سلماً ليس من أهل الرواية الذين يعنون بها ويضبطونها وإنما هو مقل صاحب أوهام وليس بصاحب حديث ولا الحديث من صنعته، فيضعف لأوهامه فيه لا لمجرد قلة اشتغاله به.
وبعد هذا بقي أن يقال: إن كان ما ذكره الحاكم في تعليل تضعيف ابن معين لسلم بن زرير قاله من عند نفسه من غير أن يأثره عن ابن معين نفسه، فإنه يكون حينئذ اجتهاداً من الحاكم فليس بلازم أن يكون مصيباً فيه.
والله أعلى وأعلم.
ـ[فواز الجهني]ــــــــ[02 - 10 - 05, 07:50 ص]ـ
يتبع
ـ[فواز الجهني]ــــــــ[02 - 10 - 05, 07:51 ص]ـ
33 - قال الذهلي في حجاج الصواف: متين
قال ابن خزيمة: يريد أنه ثقة حافظ
34 - نزكوه: طعنوا فيه
35 - كأنه مصحف: كناية عن الحفظ والإتقان
36 - تعرف وتنكر: أي يأتي مرة بالمناكير ومرة بالمشاهير
37 - قول الشافعي حديثه ليس بشيء يعني كذاب
قال السخاوي:روّينا عن المزني قال: سمعني الشافعي يوماً وانا أقول: فلان كذاب, فقال لي: ياإبراهيم أكس ألفاظك أحسنها لاتقل:كذاب, ولكن قل: حديثه ليس بشيء
38 - سكتواعنه عند البخاري:
قال الذهبي: ظاهرها أنهم ما تعرضوا له بجرح ولا تعديل وعلمنا مقصده بها بالاستقراء أنها بمعنى تركوه
39 - قول الدارقطني:لين
قال السهمي: سألت أبالحسن الدارقطني قلت له: إذا قلت فلان لين أيش تريدبه؟ قال: لايكون ساقطا متروك الحديث ولكن يكون مجروحا بشيء لايسقط عن العدالة
40 - قول أبي حاتم: لايكتب عنه إلا زحفا
قال المعلمي: أي من أراد أن يتكلف الكتابة عنه فلابأس كالذي يمشي زحفا
41 - هو على يدي عدل: كناية عن الهالك فهو تضعيف شديد
42 - يزرف في الحديث
قال ابن أبي حاتم: يعني يكذب
43 - حاطب ليل: كناية عن عدم الانتقاء وعما يعتري المكثر من عدم الإتقان
¥