هذه الروايات على وجوها الستة لا تعوزها الصحة فكلها صحيح وصحتها هذه قد تشكل على الكثير وقد يتوهم الكثير بالتعارض فكيف يأتي النص مصرحاً بحفظ العشر الأوائل ثم يأتي نص لا يدانيه في الدرجة فيذكر أن العشر في الأواخر ويأتي نص آخر فيصرح بأن الآيات ثلاث في الأوائل، لكن قديما قالوا أعطي القوس باريها، لذا فإن جهابذة العلم قد تصدوا لكل معضلة وبينوا كل مشكلة. ومما ورد فيها: ـ
" ... قوله _ صلى الله عليه وسلم _: " من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف عصم من الدجال " وفي رواية " من آخر الكهف " قيل: سبب ذلك ما في أولها من العجائب والآيات فمن تدبرها لم يفتتن بالدجال وكذا في آخرها قوله _تعالى _ "أَفَحَسِبَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَن يَتَّخِذُوا عِبَادِي مِن دُونِي أَوْلِيَاء إِنَّا أَعْتَدْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ نُزُلاً " ([9] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn9) ) . ( [10] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn10) )
" ..... ومن ثم ورد في رواية كلها وعليه يجتمع رواية من أول ومن آخر ويكون ذكر العشر استدراجا لحفظ الكل ". ([11] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn11) )
" ..... اختلف المتأولون في سبب ذلك فقيل: لما في قصة أصحاب الكهف من العجائب وآيات فمن وقف عليها لم يستغرب أمر الدجال ولم يهله ذلك فلم يفتن به وقيل: لقوله _ تعالى_ " لِّيُنذِرَ بَأْساً شَدِيداً مِن لَّدُنْهُ " ([12] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn12) ) تمسكا بتخصيص البأس بالشدة واللدنية وهو مناسب لما يكون من الدجال من دعوى الإلهية واستيلائه وعظم فتنته ولذلك عظم _ صلى الله عليه وسلم_ أمره وحذر عنه وتعوذ من فتنته فيكون معنى الحديث أن من قرأ هذه الآيات وتدبرها ووقف على معناها حذره فأمن منه وقيل: ذلك من خصائص هذه السورة كلها فقد روي من حفظ سورة الكهف ثم أدركه الدجال لم يسلط عليه
وعلى هذا يجتمع رواية من روى أول سورة الكهف مع من روى من آخرها ويكون ذكر العشر على جهة الاستدراج في حفظها كلها ". ([13] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn13) )
ومن خلال ما سبق يتبين لنا أن سورة الكهف سواء كانت الآيات المتلوة من أولها أو من آخرها فإنها تقي من فتنة الدجال وحتى لو اعتبرنا أن اختلاف الروايات من باب التعارض لوجب علينا الجمع إذا لم نتمكن من حل هذا التعارض فإعمال الدليل خير من إهماله وإعماله هنا ممكن على الوجوه السابقة فمن حوا سورة الكهف كلها جمع الأول والآخر والفواتح والخواتيم والعشر والثلاث ووقي أيضا من فتنة الدجال.
([1]) سورة فصلت آية: 42
([2]) المستدرك: 4/ 557 حديث رقم: 8562 قال الذهبي قي التلخيص: صحيح (مصدر سابق)
([3]) صحيح ابن حبان: 3/ 65 حديث رقم: 785 قال شعيب الأرنؤوط: إسناده صحيح على شرط مسلم
سنن النسائي الكبرى: 5/ 15 حديث رقم: 8025، 6/ 235حديث رقم: 10785 (مصدر سابق)
وعند النسائي بإسناد آخر
([4]) صحيح مسلم: 1/ 555 حديث رقم:809 ـ 257 (مصدر سابق)
سنن أبي داود: 2/ 520 حديث رقم: 4323 قال الشيخ الألباني: صحيح، وسنده مقارب لسند الرواية عند مسلم وفيه زيادة لفظ فتنة عند قوله عصم من فتنة الدجال
مسند أحمد: 5/ 196 حديث رقم: 21760 قال شعيب الأرنؤوط: إسناده صحيح على شرط مسلم
: 6/ 449 حديث رقم: 27580 قال شعيب الأرنؤوط: إسناده صحيح على شرط مسلم معدان بن أبي طلحة من رجاله وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين (مصدر سابق)
المستدرك: 2/ 339 حديث رقم: 3391 تعليق الذهبي قي التلخيص: صحيح (مصدر سابق)
البيهقي، أبو بكر أحمد بن الحسين: شعب الإيمان. تحقيق: محمد السعيد بسيوني زغلول. 7 مجلد. الطبعة الأولى. بيروت: دار الكتب العلمية. 1410هـ. 2/ 474 حديث رقم: 2443
البيهقي، أحمد بن الحسين بن علي بن موسى أبو بكر: سنن البيهقي الكبرى. تحقيق: محمد عبد القادر عطا. 10 مجلد. مكة المكرمة: مكتبة دار الباز. 1414 – 1994: 2/ 249 حديث رقم: 5793
سنن النسائي الكبرى: 6/ 236 حديث رقم: 10787 (مصدر سابق)
([5]) صحيح مسلم: 4/ 2250 حديث رقم: 2937 _ 110 (مصدر سابق)
سنن أبي داود: 2/ 520 حديث رقم: 4321 قال الشيخ الألباني: صحيح (مصدر سابق)
([6]) مسند أحمد 6/ 446حديث رقم: 27556 قال شعيب الأرنؤوط: إسناده صحيح رجاله ثقات رجال الشيخين غير معدان بن أبي طلحة اليعمري فمن رجال مسلم (مصدر سابق) واللفظ له
صحيح ابن حبان: 3/ 66 حديث رقم: 786 قال شعيب الأرنؤوط: إسناده صحيح (مصدر سابق)
سنن النسائي الكبرى: 6/ 235 حديث رقم: 10784 (مصدر سابق)
([7]) وحدثنا محمد بن المثنى وابن بشار قالا حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة ح وحدثني زهير بن حرب حدثنا عبدالرحمن بن مهدي حدثنا همام جميعا عن قتادة بهذا الإسناد قال شعبة من آخر الكهف وقال همام من أول الكهف كما قال هشام. صحيح مسلم: 1/ 555 حديث رقم: 809 (مصدر سابق)
([8]) سنن الترمذي 5/ 162 حديث رقم: 2886 قال الشيخ الألباني: صحيح بلفظ من حفظ عشر آيات وهو بلفظ الكتاب شاذ (مصدر سابق)
([9]) سورة الكهف آية: 102
([10]) شرح النووي على مسلم: 6/ 92، 93 (مصدر سابق) شرح السيوطي على مسلم: 2/ 403 (مصدر سابق) والسيوطي ناقل ومعتمد لقول النووي.
([11]) فيض القدير: 6/ 119 (مصدر سابق)
([12]) سورة الكهف آية: 2
([13]) تحفة الاحوذي: 8/ 157 (مصدر سابق)، عود المعبود: 11/ 305 (مصدر سابق)
وهذا المتقدم نقل لقول القرطبي
إن استطعت أن لا تنطق إلا بخير فافعل
¥