فهذا وهم من الأستاذ الجديع وفقه الله.
ـ[أبو أمينة]ــــــــ[01 - 03 - 08, 11:47 ص]ـ
و تتلخص فكرة شيخنا عبد الله حمزة المليباري في مقولة الحافظ ابن رجب الحنبلي أن المتقدمين لهم في كل حديث نقد خاص. بينما المتأخرون يهملون هذه الخصوصية فيقع التباين
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[01 - 03 - 08, 12:34 م]ـ
ثم قال الأستاذ الجديع وفقه الله:
لكني آخذ على فكره ذلك مجموعة مآخذ، أذكر أهمها إضافة لما تقدم:
1 - المبالغة في العمل على إبراز هذا التفريق، وكأنه يوحي إلى أن المتأخرين لم يكن لهم نصيب من جهة العلل الخفية التي تقع في الإسناد والمتن، والتي هي أهم سمات نقد المتقدمين. وهذا الفهم غير مسلم، بل إني لاأعرف علما من أعلام المحدثين المتأخرين المبرزين فيه إلا وله نصيب في رعاية منهج السلف في نقد الحديث، كالمزي وابن تيمية وابن القيم والذهبي وابن حجر العسقلاني وهو من أكثرهم اعتناء، بل حتى بعض المعاصرين كالألباني، لايغفلون النقد الخفي للحديث في أحيان كثيرة.
لعلي أذكر بعض النقولات من كتاب تحرير علوم الحديث للشيخ الجديع وفقه الله حول نقده للمتأخرين:
1 - المقدمة الثانية عشرة: تمييز الإدراج للألفاظ في سياقات المتون.
وهذا يتبين بالاعتناء بجمع ألفاظ الحديث عند استقصائه من محال تخريجه، وجمع متابعاته، فذلك طريق كشف زيادات الرواة، واستظهار القرائن الدالة على الإدراج.
وهو أمر يهمله أغلب المتعرضين لعلم الحديث من المتأخرين، وخصوصاً المعاصرين، مع أن تحرير المتون هو الغاية من النظر في الأسانيد.
2 - المذهب الرابع:قبول الزيادة من العدل الضابط، مطلقاً كان التارك لها واحداً أو أكثر، مثله في الحفظ أو أحفظ منه.
قلت: والعمل بهذا الإطلاق يشبه أن يكون عليه عمل عامة المتأخرين من علماء الحديث، كالحاكم والبيهقي وابن الجوزي، ومن بعدهم.
3 - والحق أن في المتأخرين طائفة من الأئِمة تعرضوا لنقد الأحاديث بالعلل الخفية، وإن لم يكثر ذلك منهم بالنظر إلى تعرضهم له، أو بالمقارنة بكلامهم في العلل الظاهرة،منهم: الخطيب البغدادي، وابن عبد البرِّ المالكي، وأبو طاهر السلفي، وابن القطان الفاسي، وتقي الدين ابن تيمية، وتلميذه ابن قيم الجوزية، وابن كثير الدمشقي، وابن رجب الحنبلي، وأبو الفضل العراقي، وابن حجر العسقلاني، ومحمد ناصر الدين الألباني.
والمتعرضون من أهل هذا الزمان لهذا العلم كثير، لكن الشأن في أغلبهم على حد قول القائل:
أوردها سعد وسعد مشتمل ما هكذا يا سعد تورد الإبل.
4 - فهذا منهم يرجع في خلاصته إلى سببين:
الأول: ضعف معرفتهم بمنهج أهل الحديث، وذلك ظاهر في ضعف استقرائهم.
والثاني: التأثر بطريقة المتأخرين من علماء الحديث، الذين أهمل أكثرهم اعتبار البحث عن العلل الخفية في الأحاديث، بل حكموا بتصحيح الأحاديث الكثيرة التي أعلها المتقدمون، من أجل ما أجروا عليه الحكم من مجرد اعتبار النظر إلى ظاهر الإسناد.
فهذا الكلام السابق من الأستاذ الجديع في كتابه تحرير علوم الحديث يذهب فيه إلى نفس ما ينتقده على الدكتور حمزة المليباري.
فلم يقل الدكتور حمزة أن المتأخرين لم يكن لهم نصيب من التنقيب عن العلل الخفية وإنما ذكر أن بعضهم لم يهتم بها كثيرا. والله المستعان.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[01 - 03 - 08, 05:37 م]ـ
ثم قال الأستاذ الجديع وفقه الله
- ركز الدكتور في كتاب الموازنة على معنى التبعية للمتقدمين في أحكامهم النقدية فيما يتصل بالنصوص المروية أو بالرواة، بل ينقل نصوص بعض المتأخرين في الانتهاء إلى أقوال المتقدمين وأحكامهم دون مراجعة، ودون تفسير، وهذا لايصلح في علم قام تأسيسا على النظر والبحث.
فالجرح والتعديل وعلل الحديث وقوانينه وأصوله كلها راجعة إلى معاني مدركة ظاهرة، والخفي يحاكم بالجلي، والاستدلال مطلوب مطلقا في باب النظر.
نعم أصاب الدكتور في الإبانة عن عظمة تلك الأجيال المتقدمة وما أوتيت من الحفظ والمعرفة، لكن هذا لايحقر قدر اللاحقين في أن يكون لهم في ذلك نصيبهم من النظر، فيصيرون باجتهادهم إلى مالم يصر إليه السابق ولكن بحجة.
¥