تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[حديث: (بعثت بين يدي الساعة بالسيف) وأقوال العلماء فيه]

ـ[أبو معاذ الجابري]ــــــــ[08 - 03 - 08, 12:43 م]ـ

عن عبد الله بن عمر-رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

{بُعِثْتُ بَيْنَ يَدَيْ السَّاعَةِ بالسَّيْفِ، حتى يُعبدَ اللهُ وحدَه لا شريك له، وَجُعِلَ رِزْقِي تَحْتَ ظِلّ رُمْحِي، وَجُعِلَ الذِّلَّةُ وَالصَّغَارُ عَلَى مَنْ خَالَفَ أَمْرِي، وَمَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ}

أخرجه أحمد (5114،5115،5667)، والخطيب في" الفقية والمتفقه" (2/ 73)، وابن عساكر (19/ 96/1)؛ من طريق عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان: حدثنا حسان بن عطية عن أبي منيب الجرشي عنه.

قال الإمام الألباني رحمه الله: " وهذا إسناد حسن، وفي ابن ثابت كلام لا يضر، وقد علق البخاري في صحيحه بعضه، ... " (جلباب المرأة المسلمة ص203 طبعة دار القلم 2002م)، (والارواء 1269)، وحكم عليه بالصحة في صحيح الجامع حديث رقم: 2831.

هذا الحديث الثابت كما تبين آنفا، قد تعسف برده وتضعيفه البعض ممن دأب على اللهاث وراء سراب الغرب، وتعلق بأذيالهم أملا في اللحاق بركب حضارتهم المادية، الخالية من القيم والإنسانية، وقد عمد هؤلاء إلى لَيِّ أعناق النصوص، ورد الثابت من قول النبي صلى الله عليه وسلم –ولو كان في الصحيحين – تبعا لأذواقهم السقيمة، وعقولهم القاصرة ظنا منهم أنهم يُحسِّنون صورة الإسلام، ويقدمونه بصورة تناسب روح العصر -زعموا! - ونسوا أو تناسوا قول الله عز وجل:

((وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ)) البقرة:120

وقوله:

((وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ بِكُلِّ آَيَةٍ مَا تَبِعُوا قِبْلَتَكَ وَمَا أَنْتَ بِتَابِعٍ قِبْلَتَهُمْ وَمَا بَعْضُهُمْ بِتَابِعٍ قِبْلَةَ بَعْضٍ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّكَ إِذًا لَمِنَ الظَّالِمِينَ)) البقرة:145

وهناك من أهل العلم المعاصرين –ممن هم على يقين من صحة الحديث- من لا يحبذ ذكر هذا الحديث، وإثارته في وقت تداعت فيه أمم الكفر على أمة الإسلام، تحت شعار ما يسمى بمحاربة الإرهاب، فاستباحوا البلاد والعباد، وتبادلوا الأدوار، فمنهم من سير الجيوش، ومنهم من زود ودعم، ومنهم من روج وآزر، ومنهم من شهر وتطاول على رسول الإسلام صلى الله عليه وسلم، متخذين ذرائع باطلة، وحجج داحضة، لكنهم في ذات الوقت استغلوا فئات من حدثاء الأسنان، نبتت في ديار الإسلام، سفهت أحلامهم، وتورطوا في ممارسات رعناء، تفتقر إلى العلم والحكمة، وفئات أخرى ممن طمعوا في الشهرة وحطام الدنيا فباعوا دينهم بثمن بخس، واشتروا الضلالة بالهدى، وناصبوا دينهم وأمتهم العداء، وتحالفوا مع أعداء الإسلام يحركونهم كيف شاءوا ومتى أرادوا؛ كأمثال سلمان رشدي، وتلك الصومالية التي شتمت الإسلام، فكافأها الغرب بأن عينها نائبة في برلماناته، وهذه الملعونة (وفاء سلطان) التي أطلت علينا من تلك القناة التي احترفت إثارة الفتن، وضمت كوادر مشبوهة تبث سمومها بين الفينة والأخرى. تلك المرأة (والتي يقال إنها نصيرية حاقدة متزوجة من يهودي) تفوهت على مسمع الملايين بما آذى كل مسلم-شل الله فاها-.

ولكن ثمة تساؤلات تبرز هنا وهي:

هل سينتهي عداء الغرب لنا لو أخفينا هذا الحديث؟ وهل هو حقا خاف عنهم؟

أليس هنالك مستشرقون، وباحثون ومخططون؟

ألم تقل تلك الموتورة (وفاء) "محمد الذي يقول: وجُعل رزقي في حد سيفي (هكذا قالت) لا يليق به عمامة سلام ,وإنما العمامة التي رسمت على شكل قنبلة"!!

فما فائدة مواراة الحديث إذا؟ وما ضابط الاستمرار في المواراة والمداراة؟ وما مداها ومساحتها؟

فالأولى أن يتم تناول هذا الحديث مقرونا بفقهه كما بينه أهل العلم، وإظهار شروحاتهم وتعليقاتهم عليه، ودفع أي شبهة تثار حوله، أو تأويل باطل يجانب مفهومه.

والذي يهمنا هنا في هذه العجالة جملتان وردتا في الحديث، يدور حولهما الجدل والطعن والتشكيك؛ ألا وهما:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير