تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[كثرة الدواوين والكتب لدى المتأخرين لا تعني كثرة العلم وسعته]

ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[15 - 03 - 08, 09:35 م]ـ

هذا في جميع العلوم ويتأكد في علم الحديث خاصة

فكثرة كتب الحديث ودواوين السنن ومصادرها المكتوبة لا يستلزم توفرها لدى المتأخرين أنهم أعلم من المتقدمين

كما لا يستلزم إمكانية اطلاعهم على مالم يطلعوا عليه

لا أن الواحد منهم لا مجموعهم لا يمكن أن يفوته شيء

هذه المقدمة لا يشك فيها من كان من أهل الفن والصنعة

ومن عرف القوم وسعة علمهم

ودقق في كلامهم ومارسه

وكم من حقيقة علمية في فن من الفنون لا يشك أهلُها في كونها حقيقة متقررة ثابتة هي عند الغرباء عن هذا الفن أو من دخل فيه وليس من أهله أو من دخل فيه لكن وحده لم ينتهج في درسه نهج أهله قضية كاذبة أو خاطئة أو واهمة

قال أبو العباس ابن تيمية رحمه الله في رفع الملام ص18_19:

" فهؤلاء كانوا أعلم الأمة وأفقهها وأتقاها وأفضلها فمن بعدهم أنقص فخفاء بعض السنة عليهم أولى فلا يحتاج إلى بيان فمن اعتقد أن كل حديث صحيح قد بلغ كل واحد من الأئمة أو إماما معينا فهو مخطئ خطأ فاحشا قبيحا

ولا يقولن قائل إن الأحاديث قد دونت وجمعت فخفاؤها والحال هذه بعيد لأن هذه الدواوين المشهورة في السنن إنما جمعت بعد انقراض الأئمة المتبوعين ومع هذا فلا يجوز أن يدعي انحصار حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في دواوين معينة ثم لو فرض انحصار حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها

فليس كل ما في الكتب يعلمه العالم ولا يكاد ذلك يحصل لأحد بل قد يكون عند الرجل الدواوين الكثيرة وهو لا يحيط بما فيها

بل الذين كانوا قبل جمع هذه الدواوين كانوا أعلم بالسنة من المتأخرين بكثير لأن كثيرا مما بلغهم وصح عندهم قد لا يبلغنا إلا عن مجهول أو بإسناد منقطع أو لا يبلغنا بالكلية فكانت دواوينهم صدورهم التي تحوي أضعاف ما في الدواوين وهذا أمر لا يشك فيه من علم القضية".ا. هـ

ولذلك كان عصر الرواية وخاصة عصر النقاد الذين قام بهم علم العلل وبهم ارتسمت معالمه هو العصر الذهبي لعلم الحديث بشتى أنواعه

ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[15 - 03 - 08, 11:10 م]ـ

ولا يخفاكم هنا مكانة الأئمة المتقدمين في الفنون عامة وفي هذا الفن خاصة

فإن معرفة ذلك كما تقدم دليل على هذه المقدمة ومؤيد لها

ولمعرفة مكانتهم من العلم ينظر:

فضل علم السلف على الخلف لأبي الفرج ابن رجب ( http://www.shamela.ws/open.php?cat=23&book=841)

وجهود المحدثين في بيان علل الأحاديث للشيخ علي الصياح ( http://saaid.net/book/open.php?cat=91&book=2452)

ومن قَصص أئمة الحديث المتقدمين ونوادرهم في تتبع سنة سيد المرسلين والذب عنها له أيضا ( http://saaid.net/book/open.php?cat=91&book=2456)

وغيرها ولعلي أقتبس منها هنا شيئا مما هو ألزق بموضوعنا:

قال الخطيب البغدادي في الجامع لأخلاق الراوي (2/ 302 - 304) بعد ذكر عدد من كتب علي بن المديني في العلل وغيره-:

"وجميع هذه الكتب قد انقرضت ولم نقف على شيء منها إلا على أربعة أو خمسة حسب، ولعمري إنَّ في انقراضها ذهاب علوم جمة وانقطاع فوائد ضخمة وكان علي بن المديني فيلسوف هذه الصنعة وطبيبها ولسان طائفة الحديث وخطيبها رحمة الله عليه وأكرم مثواه لديه"

قال عبد الرحمن ابن أبي حاتم في المقدمة (335/ 1):

"سمعت أبا زرعة يقول كتبت عن أبي سملة التبوذكي عشرة آلاف حديث أما حديث حماد بن سلمة فعشرة آلاف حديث وكنا نظن أنه يقرأ كما كان يقرأ قديما فاستكتبنا الكثير ومات فبقي علينا شئ نحو قوصرة فوهبت لقوم بالبصرة

سمعت أبا زرعة يقول نظرت في نحو من ثمانين ألف حديث من حديث ابن وهب بمصر وفي غير مصر أما اعلم اني رأيت له حديثا لا أصل له"

قال أبو داود الخَفَّاف: سمعتُ إسحاق بنَ راهويه يقولُ: لكأني أنظر إلى مائهِ ألْف حديثٍ في كُتُبي وثلاثين ألفاً أسردها قَالَ: وأملي علينا إسحاقُ أحد عشر ألْف حَدِيث مِنْ حفظهِ ثمّ قرأها علينا فما زاد حرفاً ولا نقص حرفاً

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير