[التاريخ الصغير والأوسط للبخاري]
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[03 - 11 - 02, 05:52 م]ـ
كما يعلم الإخوة، أن للبخاري رحمه الله ثلاثة تواريخ، الكبير والأوسط والصغير، وقد طبع الكبير، وطبع الصغير!
ولكن بعد ذلك نبه عدد من المحققين، إلى أن هذا المطبوع باسم التاريخ الصغير هو الأوسط، ثم طبع بعد ذلك، باسم التاريخ الأوسط بتحقيق محمد بن إبرهيم اللحيدان0
وما ذكروه من الأدلة على أن هذا الموجود هو الأوسط مقنع جدا0
ولكن هناك إشكال في بعض نقولات للعلماء من التاريخ الأوسط، على خلاف ما هو مطبوع الآن
فمنها:
قال الزيلعي في نصب الراية (1\ 89) (وفي سماع الحسن من سمرة ثلاث مذاهب: أحدها أنه سمع منه مطلقا، وهو قول ابن المديني، ذكره عنه البخاري، في أول تاريخه الوسط) انتهى
وهذا غير موجود كذلك
نصب الراية ج: 2 ص: 235
حديث أخر قال البخاري رحمه الله في ((تاريخه الوسط)) في ((باب العين المهملة)) في ترجمة عبد الله قال بن إسماعيل ثنا حماد عن الجريري وداود بن عون عن أبي سعيد عن وراد مولى المغيرة عن المغيرة بن شعبة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يدعو في دبر كل صلاة انتهى الحديث السابع وقال عليه الصلاة والسلام إذا رأيتم شيئا من هذا الأهوال فافزعوا إلى الصلاة قلت غريب هذا اللفظ) انتهى
وهذا مخالف للمطبوع في ترتيبه، وهذا النص غير موجود في المطبوع
ومنها قول الزيلعي في نصب الراية (4\ 7) (ورواه البخاري في تاريخه الوسط فقال حدثنا عياش بن الوليد ثنا عبد الأعلى بن عبد الأعلى عن بن إسحاق حدثني محمد بن يحيى بن حبان قال كان جدي منقذ بن عمرو أصابته آمة في رأسه فكسرت لسانه ونازعت عقله وكان لا يدع التجارة فلا يزال يغبن فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إذا نظير فقل لا خلابة وأنت في كل سلعة ابتعتها بالخيار ثلاث ليال))
وهذا موجود في المطبوع (1\ 88) مختصرا، وليس بهذا السياق0
وقال الزيلعي في نصب الراية: 4\ 348
فحديث أبي هريرة رواه البخاري في تاريخ الوسط ((في باب القاف)) في ترجمة ((قهيد بن مطرف الغفاري)) فقال قال لي إسماعيل بن أبي أويس حدثني وهب عن يحيى بن عبد الله بن سالم عن عمرو بن أبي عمرو مولى المطلب عن قهيد بن مطرف عن أبي هريرة قال أتى رجل النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أرأيت ان أراد أحد ان يأخذ مالي قال أنشده والإسلام ثلاثا قال قد فعلت قال قاتل دون مالك قال فان قتلت قال في الجنة قال فان قتلته قال في النار انتهى ثم قال وقال لي أبو صالح ثنا الليث حدثني بن الهاد عن عمرو بن أبي عمرو به نحوه قال وحدثنا عبد العزيز بن عبد الله ثنا سليمان عن عمرو بن أبي عمرو به)) انتهى
وهذا مخالف لترتيب المطبوع، وهذا النص ليس فيه0
وقال الزيلعي في تخريج أحاديث الكشاف (1\ 474) (رواه البخاري، في تاريخه الأوسط، في (باب العين المهملة)، في ترجمة عبيدالله الطفاوي، قال قال لي محمد بن يحيىحدثنا النفيلي، حدثنا محمد بن سلمة، عن أبي واصل، عن عبيدالله الطفاوي قال قال جابر بن عبدالله: قال النبي صلى الله عليه وسلم ((لاتزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق حتى ينزل عيسى بن مريم)) انتهى، وهذه عادة البخاري فيما لم يكن على شرطه) انتهى
وهذا مخالف للمطبوع في الترتيب، وغير موجود في المطبوع0
وقال الزيلعي في تخريج أحاديث الكشاف (2\ 71) (فحديث أبي ذر رواه البخاري في تاريخه الوسط، في باب العين المهملة 0000) انتهى
وهذا كسابقه0
فالظاهر أن للزيلعي نسخة خاصة 0ولعلها إحدى روايات التاريخ الأوسط، فهناك رواية ذكرها عادل الزرقي في بحثه النافع ((تاريخ البخاري)) ص 27، عن محمد بن شاذان
والله أعلم0
ـ[د. بسام الغانم]ــــــــ[04 - 11 - 02, 07:41 ص]ـ
ومن الإشكالات أيضا أن المزي في تهذيب الكمال 8/ 11 نقل نصا عزاه إلى التاريخ الصغير، وهو بحروفه في التاريخ الأوسط المطبوع بتحقيق اللحيدان 1/ 122 0
ولكن أيضا وقفت على نقول متعددة في كتب العلماء السابقين يعزونها إلى التاريخ الأوسط، وهي في التاريخ الأوسط المطبوع 0
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[04 - 11 - 02, 07:55 ص]ـ
أحسنت بارك الله فيك، ومنها ما نقله المزي في تهذيب الكمال (28\ 165) (عن التاريخ الصغير) وهو موجود في الأوسط (1\ 168، 179) طبعةمحمود زايد0
وهناك غيرها كثير0
ـ[عبدالله العتيبي]ــــــــ[04 - 11 - 02, 12:21 م]ـ
لعل هذه المواضع مما اشترك فيها الصغير والاوسط.
ـ[ابن معين]ــــــــ[04 - 11 - 02, 01:30 م]ـ
أحسنت أخي الفاضل (عبدالرحمن الفقيه) في لفت النظر إلى مثل هذه الإشكالات التي تكتنف تواريخ الكبير.
والإشكال الذي أراه فيما نقله الزيلعي عن التاريخ الأوسط للبخاري هو قوله (في باب العين المهملة) وقوله (في باب القاف)، فهذه النقول منه تدل على أن التاريخ الأوسط للبخاري مرتب على حروف المعجم (مثل التاريخ الكبير)!
بخلاف المطبوع من التاريخ الأوسط فإنه مرتب على السنين!!.
فوجود اختلاف في منهج المؤلف في ترتيبه لكتابه مما يُستبعد معه عادة أن يكون سببه اختلاف الروايات، فالعادة في اختلاف الروايات أن يكون هو في وجود نقول في بعضها وليس موجوداً في بعضها الآخر، وهذا أمر يستحق الدراسة وبذل المزيد من البحث.
أما وجود نقول تعزى إلى التاريخ الأوسط وهي غير موجودة في المطبوع فهذه أمرها أيسر من الأول، لاحتمال اختلاف النسخ أوتعدد الروايات كما ذكرت.
¥