تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[من مصادر شروح الحديث الدفينة!]

ـ[أبو الأشبال عبدالجبار]ــــــــ[29 - 03 - 08, 05:41 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد.

أما بعد:

في يوم من الأيام حضرت دورة من الدورات العلمية، وفي أثناء إحدى محاضرات الدكتور محمد بن الهادي أبو الأجفان رحمه الله تعالى، أشار إلى أننا في بعض الأحيان قد نجد بعض المعلومات في غير مظانها أو مصادرها، فسمي هذه المصادر التي لا تخطر على البال المصادر الدفينة.

ويعرف كثير من أهل العلم أننا نحتاج إلى إخراج كل جهود علمائنا الأفاضل في شرح سنة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم؛ ولذلك فقد تنبهت،وربما تنبه غيري إلى أن التفاسير تعتبر من الشروح أو مصادر شرح السنة الدفينة،وخاصة تفاسير علماء كالعلامة ابن كثير –رحمه الله تعالى – فابن كثير مثلا قد شرح صحيح البخاري لكن الشرح مفقود إلى الآن للأسف، ولكن هل يتصور طالب العلم أن ابن كثير لن ينقل من شرحه ذاك بعض الإشارات والنكت اللطيفة ليزين بها تفسيره الرائع الماتع!

لذلك فقد حاولت أن أتأكد بنفسي، وإليكم النتيجة:

قال البخاري:

حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيُّ قَالَ أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيُّ أَنَّهُ سَمِعَ عَلْقَمَةَ بْنَ وَقَّاصٍ اللَّيْثِيَّ يَقُولُ سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَلَى الْمِنْبَرِ:

"قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى دُنْيَا يُصِيبُهَا أَوْ إِلَى امْرَأَةٍ يَنْكِحُهَا فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ."

قال ابن كثير:

قوله صلى الله عليه وسلم: "لعن الله آكل الربا وموكله، وشاهديه وكاتبه". قالوا: وما يشهد عليه ويكتب إلا إذا أظهر في صورة عقد شرعي ويكون داخله فاسدا، فالاعتبار بمعناه لا بصورته؛ لأن الأعمال بالنيات، وفي الصحيح: "إن الله لا ينظر إلى صوركم ولا إلى أموالكم، وإنما ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم"

وقوله: {وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ} أي: ومن خرج من منزله بنية الهجرة، فمات في أثناء الطريق، فقد حصل له من الله ثواب من هاجر، كما ثبت في الصحيحين وغيرهما من الصحاح والمسانيد والسنن، من طريق يحيى بن سعيد الأنصاري عن محمد بن إبراهيم التيمي، عن علقمة بن وَقّاص الليثي، عن عمر بن الخطاب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله، فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها، أو امرأة يتزوجها، فهجرته إلى ما هاجر إليه".

وهذا عام في الهجرة وفي كل الأعمال. وقوله: {فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ} قد استدل طائفة من العلماء بقوله: {إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ} على وجوب النية في الوضوء؛ لأن تقدير الكلام: "إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم لها"، كما تقول العرب: "إذا رأيت الأمير فقم" أي: له. وقد ثبت في الصحيحين حديث: "الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى"

والله أعلى وأعلم وأحكم.

ـ[أبو وائل غندر]ــــــــ[07 - 04 - 08, 02:29 ص]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ـ[أبو وائل غندر]ــــــــ[07 - 04 - 08, 02:34 ص]ـ

فائدة نفيسة منك أخي أبا الأشبال يغفل عنها كثير من الباحثين وهي أنّ كثيرا من كتب التفسير تعدّ مصادر شرح لكثير من الأحاديث، ولقد هان معرفة أقوال أهل العلم بالتفسير خاصّة الذين لهم عناية بالتفسير بالمأثور أو جمعوا بين نوعي التفسير عن طريق هذا المخلوق العجيب الذي أكرمنا الله به وهو هذا الحاسب الذي بين أيدينا فيكفي أحدنا أن يدخل لفظة من الحديث الذي يبحث عن كلام أهل العلم فيه ويجري البحث في هذه البرامج الموسوعية ليقف في لحظات يسيرة على ما قيل فيه من جميع أهل العلم على اختلاف تخصصاتهم، بل قد يقف على فوائد في شرح الحديث لا يجدها إلا في كتب المعاجم اللغوية، فالحمد لله على ما أكرم وأنعم ونسأله سبحانه أن يوزعنا شكر نعمه وأن يوفقنا لخدمة دينه. أخوك أبو وائل غندر

ـ[أبو الأشبال عبدالجبار]ــــــــ[13 - 04 - 08, 03:52 م]ـ

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ومغفرته.

جزاك الله خيرا أخي الفاضل أبو وائل غندر ومرحبا.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير