تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[المزيد في متصل الأسانيد]

ـ[أبو الهدى صديق]ــــــــ[02 - 04 - 08, 11:49 م]ـ

هل يمكن لنا أن نعرف المزيد في متصل الأسانيد بما زاده بعض الرواة على السند الذي ظاهره الاتصال

ذلك أن مرد الزيادة فيها إلى القرائن وفي بعض القرائن ترجح صحة الزيادة وأن الاسناد من دونها منقطع

وما الفرق بين المزيد وزيادة الثقة في السند

ـ[أبو القاسم المصري]ــــــــ[03 - 04 - 08, 05:01 م]ـ

"المزيد في متصل الأسانيد وهو أن يُزاد في الإسناد رجل فأكثر غلطًا" طبعًا من قوله: "وهو أن يزاد في الإسناد رجل فأكثر غلطًا" هذه ليست موجودة في نسخة الشارح السخاوي، وليست موجودة أيضًا في الطبعة الثانية طبعة شمس لهذا الكتاب، وإنما هي موجودة ههنا، أشار المحقق في الشرح إلى أن نسختي الشرح ليس فيها هذه اللفظة الزائدة من قوله: "وهو أن يزاد .. " وأشار إلى بعض ما يدل على أن هذه الزيادة قد وجدت في بعض نسخ الذين سمعوا الكتاب.

وهذه الجملة -يعني- موضحة لمعنى المزيد في متصل الأسانيد، وليس في إثباتها في هذا المتن خلل، بل هي موضحة للمراد، عندنا المزيد في متصل الأسانيد، وهو أن يزاد في الإسناد رجل فأكثر غلطًا، يعني أولا عندنا المزيد في متصل الأسانيد، هذا يدل على أن الزيادة الواقعة في الإسناد.

ثانيًا: أن هذه الزيادة تكون برجل فأكثر، قد يكون الزائد رجلًا واحدًا وقد يكون أكثر من رجل، قد يكون الزائد في موضع واحد وقد يكون في موضعين، أيضًا يكون الإسناد المزيد عليه متصلا، والخامسة أن تكون الإضافة غلطًا، لأنه لو لم تكن الإضافة غلطًا لم يكن مزيدًا في متصل الأسانيد، يتحول إلى نوع آخر من أنواع علل الحديث على ما يأتي إن شاء الله.

فالشاهد أن هذا المزيد في متصل الأسانيد هو زيادة أولا، ثانيها: تقع في الأسانيد، ثالثها: أن الإسناد الذي تقع فيه يكون متصلا، رابعها: أن الزيادة ليست محددة بموضع من مواضع الإسناد، ولا بعدد من الرواة، والخامسة: أنها تقع غلطًا من بعض الرواة.

هذا هو المزيد في متصل الأسانيد، مثَّل له العلماء بحديث إبراهيم بن يعقوب بن سعد، عن ليث بن سعد، عن ابن عجلان، عن سعيد المقبري، عن شريك بن أبي نمر، عن أنس -رضي الله تعالى عنه، هذا الآن .. الإسناد عندنا ذكر العلماء أنه من المزيد في متصل الأسانيد، لا يتبين أنه من باب المزيد في متصل الأسانيد إلا إذا وقفنا على الطريق الأخرى، هذا الإسناد قلنا: إبراهيم بن يعقوب هذا ثقة، عن ليث بن سعد، عن ابن عجلان، عن سعيد المقبري عن شريك بن أبي نمر عن أنس -رضي الله عنه- في قصة ضِمَام بن ثعلبة، هذا الحديث هكذا خرّجه الإمام النسائي.

ظاهر الإسناد أنه لم يرد الطريق الأخرى، ظاهره أنه صحيح، وأن الإسناد هكذا هو متسلسل، لكن قال العلماء -رحمهم الله-: إن هذا من باب المزيد في متصل الأسانيد، قالوا: دلنا عليه الروايات الأخرى؛ لأن البخاري خرّجه عن عبد الله بن يوسف، وخرجه غير البخاري من حديث ابن وهب من حديث يونس، ثلاثة: عبد الله بن يوسف وابن وهب ويونس بن يزيد، هؤلاء الثلاثة رووا الحديث عن ليث، عن سعيد المقبري، عن شريك، عن أنس، فالذي يسقط عن هذا الإسناد هو ابن عجلان.

العلماء يقولون: إن الحديث الأول مزيد في متصل الأسانيد، وهذا السند الثاني هو الصواب وهو الصحيح، الإسناد هذا الثاني هو متصل؛ لأننا إذا نظرنا إلى رواية ليث وجدنا أن ليثًا يروي عن سعيد المقبري، وروايته عنه في الصحيحين، يعني: يروي ليث عادة بدون واسطة بينه وبين سعيد المقبري، وأحيانًا أوله رواية عن ابن عجلان، يعني: يروي عن ابن عجلان وهي ثابت أيضًا في صحيح مسلم.

فعندنا إذا نظرنا إلى هذا الإسناد الثاني وجدنا أن الليث بن سعد يروي هذا الحديث عن سعيد المقبري، ولم يذكر في الإسناد ابن عجلان، هؤلاء الذين رووه عن ليث حُفاظ، عبد الله بن وهب ويونس بن يزيد وعبد الله بن يوسف التنيسي، هؤلاء الثلاثة خالفهم إبراهيم بن يعقوب، إبراهيم بن يعقوب وَهِمَ في هذا الحديث في زيادة ابن عجلان، وهِم إبراهيم بن يعقوب في زيادة ابن عجلان، نسمي الإسناد الذي فيه ابن عجلان نسميه المزيد في متصل الأسانيد؛ لأن عندنا الإسناد الذي ليس فيه ابن عجلان هذا متصل، لأن ليثًا يروي عن سعيد المقبري، ثابت عنه.

ثانيًا: أن الزيادة وقعت في الإسناد، وثالثها: أن رواية من رواه بدون ذكر ابن عجلان أقوى وأثبت؛ ولهذا قال العلماء في المزيد في متصل الأسانيد يعني يكون من رواه بدون الزيادة أقوى، وبعضهم اشترط أن يصرح في موضع الثبت بالسماع، كأن يصرح ليث بسماعه من سعيد المقبري، هذا هو المزيد في متصل الأسانيد، إذا حكمنا على رواية إبراهيم بن يعقوب بأنه من المزيد في متصل الأسانيد هذه تصير رواية موهومة ورواية معلولة، لو فرضنا أنه العكس، حصل العكس، فإنه يدخل في باب التدليس أو الإرسال الخفي، يدخل المرجوح في التدليس أو الإرسال الخفي.

للامانة منقول

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير