[الأجزاء الحديثية المشتهرة عند المحدثين بأسماء خاصة]
ـ[أبو حزم فيصل الجزائري]ــــــــ[05 - 04 - 08, 01:10 ص]ـ
الأجزاء الحديثية المشتهرة عند المحدثين بأسماء خاصةللشيخ د/ جمال عزون ( http://www.rayatalislah.com/kouttab/sheykh-azzoune.htm)
تزخر المكتبة الحديثيّة بعدد هائل من الأجزاء التي حرص العلماء عامّة والمحدّثون خاصّة على سماعها عن الشّيوخ المسندين أصحاب الأسانيد العالية إلى مؤلّفي تلك الأجزاء أو رواتها عنهم، والنّاظر في كتب التّراجم والمشيخات والأثبات والبرامج يعجب جدّا من هذا العدد الهائل من أجزاء المحدّثين المتداولة في مجالس السّماع، ويكفي الباحث مثلاً أن ينظر في مجاميع المكتبة الظّاهريّة ليرى نموذجاً ممّا وصلنا من تلك الأجزاء، وإذا قارن ذلك بثبت الضّياء المقدسي وفهرس ابن المبرد وغيرهما يدرك بجلاء أنّ المفقود أعظم بكثير من هذا المحفوظ في خزانة الظّاهريّة وغيرها من المكتبات.
وقد لفت انتباهي في أثناء قراءة كثير من أثبات المحدّثين وفهارسهم أسامي خاصّة عرفت بها أعداد من الأجزاء الحديثيّة، وصارت تلك الأسامي عَلَمًا عليها، ولذلك أسباب عديدة نشير إلى بعضها في خاتمة مبحثنا هذا الذي أكتفي فيه بنماذج من تلك الأجزاء المشتهرة عند المحدّثين بأسماء معيّنة خاصَّة، وهي تدلّ الباحث على ما سواها، وترشده إلى ما عداها.
1 - جُزْءُ البَرَاغِيثِ:
ذكره ابن حجر في كتابه «المعجم المفهرس» وقال: «جزء من حديث عبيد الله بن هارون القطّان يُعرف بجزء البراغيث» [1].
وأفاد أنّه قرأه على شيخه زين الدّين أبي بكر بن الحسين بن عمر المراغي نزيل المدينة النّبويّة، بسماعه له على صالح بن مختار الأُشْنُهِيّ، بإجازته من محمّد بن عبد الهادي، أنبأنا السِّلَفي في كتابه، أنبأنا أبو الحسن محمّد بن عليّ بن أبي الصّقر، أنبأنا عبيد الله بن هارون به [2] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=552#_ftn2_ftn2).
2 - جُزْءُ ابن بَوْشٍ:
ذكره الطّبري المكّي في مقدّمة كتابه «الرّياض النّضرة» حين عدّد مصادره فقال: «جزء من حديث محمّد بن إبراهيم السّرّاج يُعرف بجزء ابن بَوْشٍ» [3].
وابن بَوْشٍ هو الشّيخ المعمَّر الرُّحَلَةُ أبو القاسم يحيى بن أسعد بن يحيى بن محمّد بن بَوْشٍ البغدادي الأزَجِيّ الحنبلي الخبّاز، كان سماعه صحيحاً، وبورك له في عمره، وحدّث نحواً من أربعين سنةً، توفّي سنة 593هـ[4].
ومحمّد بن إبراهيم السّرّاج هو ابن إسحاق بن إبراهيم بن مهران البغدادي محدّث صدوق، توفّي سنة 313هـ[5].
3 - جُزْءُ ابن قُلُنْبَا:
ذكره ابن حجر ضمن مرويّاته فقال:
«فوائد السِّلَفِي يُعرف بجزء قُلُنْبَا» [6]. ويرويه بإسناده إلى جعفر بن عليّ الهَمْداني بسماعه من السِّلَفي وهو - أي السّلفي - مخرّجه.
وابن قُلُنْبَا هو بضمّ القاف واللاّم كما قال الزَّبيدي [7] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=552#_ftn7_ftn7).
وقد حيّرني الحافظ الذّهبي في تحديد المقصود بابن قُلُنْبَا الذي اشتُهر بهذا الجزء حيث ذكر في تاريخ الإسلام ترجمتين لعَلَمَيْن مختلفين عزا لكلّ واحد منها جزءنا هذا:
الأوّل: هو الفقيه المحدّث أبو القاسم عليّ بن مهدي بن عليّ بن قُلُنْبَا اللّخمي الإسكندري، كان ثقة، وله أدب وشعر، وبنو قُلُنْبَا من أقدم بيت في الإسلام يقال: إنّ أسلافهم حضروا فتح الإسكندريّة، توفّي عام 574هـ.
قال الذّهبي في آخر ترجمته: «وإليه يُنسب جزء ابن قُلُنْبَا [8] الذي للسِّلَفي» [9].
الثّاني: الإمام الفاضل البارع المناظر أبو الحسين إبراهيم بن مهدي بن عليّ بن محمّد بن قُلُنْبَا الإسكندري المتوفّى سنة 538هـ.
قال الذّهبي في آخر ترجمته: «وإليه يُنسب جزء ابن قُلُنْبَا أظنّه انتقاه من روايات السِّلَفي رواه جعفر الهَمَذاني عن السِّلَفي» [10].
ويبدو من تشابه الأسماء أنّ هذين العلمين أخوان، فهل صاحب الجزء هو عليّ كما قال الذّهبي في الموطن الأوّل جزماً، أم إبراهيم كما قال في الموطن الثّاني ظنّاً؟ وأجزم أنّ وقوف الباحث على الجزء يقطع الإشكال، ويزيل الاحتمال [11].
4 - جُزْءُ المَنْبِجِيَّيْنِ:
ذكره ابن طولون ضمن مرويّاته فقال: «جزء من حديث أبي القاسم المنبجي وأبي عليّ المنبجي ويعرف بجزء المَنْبِجِيَّيْنِ» [12].
¥